«التجارة شطارة» مبدأ دفع عدداً من أولياء الأمور للتفكير فى تدريب صغارهم على المعاملات المادية مبكراً، مثل البيع والشراء، والمكسب، والخسارة والادخار، إما بشكل فردى عبر أنشطة منزلية بسيطة، أو احترافى من خلال مجموعة من الدورات والتدريبات العملية، لتنمية الوعى الاقتصادى لدى الأطفال.
«من عرق جبينا»، عنوان لأحد البرامج الصيفية، الخاصة بتدريب أطفال من عمر 5 إلى 12 عاماً للمعايشة الحقيقية للحياة، وتعزيز قيم العمل لديهم، نجح فى لفت نظر أولياء أمور وإقناعهم بإشراك أطفالهم فيها، بينما دعاء عبدالمجيد وصلت تلك المفاهيم لصغيرها بشكل مبسط، من خلال مساعدته على إنتاج صلصال منزلى وتغليفه بشكل لائق، ليبيعه بصحبة مجموعة من كتبه القديمة فى واحدة من التجمعات العائلية: «ابنى عمره 6 سنوات وأطفال العيلة اشتروا منه بمبالغ رمزية، ورجع البيت بمبلغ 50 جنيه، أنفقه بالكامل على شراء حلويات ولعب».
"هنا" و"لمار" تحصلان على 50% من إجمالى البيع: "مش وحشين"
لم تنته التجربة عند هذا الحد، فتقول دعاء: «ابنى حس بعدها إنه ماكسبش حاجة فعلياً، ولما حب يشترى لعبة تمنها أكبر من كل اللى صرفه، ماتدخلتش ولا اديت له فلوس، وطلبت منه يعيد التجربة، وفعلاً المرة التانية قرر مايشتريش حلويات ولا لعب، وقرر يشيل الفلوس ويكمل عليها، عشان يجيب اللعبة، اللى أكيد هيحافظ عليها بعد ما حس بقيمة تمنها، وإزاى بيتطلب منه ادخار».
بأحد المعارض العامة، وقفت طفلتان «هنا 9 سنوات، ولمار 11 سنة»، بجوار طاولة ملابس، تبتسمان للزبائن، وتتعاملان باحترافية شديدة، بينما كانت والدتهما تراقبان الوضع من بعيد، وتتركان التجربة لهما بالكامل لممارسة العمل باحترافية، نظير أجر. تروى دينا فريد والدة «هنا» القصة: «بدأت الفكرة برغبتى فى بدء مشروع ملابس، أنا أجيد الرسم وصديقتى مصممة أزياء وابنتى مهتمة بالمجال وكذلك ابنتها، هكذا اجتمعنا وتشاركنا الأفكار وقمنا بتصنيع المنتجات لدى مصنع معروف، وبدأنا فى بيع المنتجات بأنفسنا فى معارض خارجية».
مشاركة تعمدتها الوالدتان للفتاتين فى العملية التجارية: «الفكرة إنهم يعرفوا معنى الفلوس والشغل، يحتكوا بالناس ويتعاملوا يمروا بمواقف صعبة، أول يوم شغل عدى معظمه بدون بيع وده كان تحدى لكنه ختم بمبيعات كويسة وده اداهم فكرة عن التجارة وأحوالها». لا تحصل أى من «هنا» أو «لمار» على المقابل مباشرة فى أيديهما: «عاملين لهم صندوق، وبيدخل لهم 50% من الربح، ولو حد من أصدقائهم شارك فى العملية بتصميم أو بيع بياخد 100 جنيه فى اليوم زائد تى شيرت من اختياره، أما البنتين فلهم الحرية ياخدوا من الصندوق الخاص بيهم اللى عاوزينه لو حبوا يشتروا حاجة تخصهم لعبة أو هدوم أو خلافه».
تعليقات الفيسبوك