حرب أكتوبر من الانتصارات القليلة التي يحتفل بها مرتين سنويا، مرة في التاريخ الميلادي فى السادس من أكتوبر 1973، والثاني في العاشر من رمضان عام 1393 هـ، والذي حل ذكراه الـ 47 هجريا اليوم، لعبور المصريون قناة السويس وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يهزم، فلماذا جرى اختيار هذا اليوم؟.
الحرب الخدعة
"الحرب خدعة" فجميع الحروب قائمة على خطط الدهاء واستغلال نقاط ضعف العدو، وبمناسبة مرور 47 عاما هجريا على حرب أكتوبر التي كانت نموذجا لخداع الحرب، والتي جرى التمهيد لها قبلها بسنوات، حيث عمل المصريون في الفترة ما بين 71 وحتى قبل الحرب 73 يرفعون شعار غريب وهو "اللاحرب واللاسلم"، وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات يشيع أنه على وشك بدء الحرب ثم التراجع، مما أربك دفاعات العدو الإسرائيلي.
وبحسب كتاب المفكر الكبير جمال حمدان حرب أكتوبر والاستراتيجية العالمية، والذي تحدث من خلاله عن أهم الخدع التي جرى استخدمها في تجهيز حرب العاشر من رمضان، ففي يوليو عام 1972 اجتمع الرئيس السادات مع قائد الجيش ومستشار الرئيس للأمن القومي وقيادات ورؤساء أقسام الجهاز المخابرات المصري، واستمر الاجتماع لمدة 5 ساعات تحدث خلال الرئيس الراحل عن مدى قوة الجيش الإسرائيلي وأن الحالة الاقتصادية لمصر لا تجعلها تتحمل الخروج فى حرب جديدة.
ومن أهم الاستراتيجات التي أسهمت في انتصار أكتوبر، هو أن جزء من خداع العدو هو خداع جزء من الجيش المصري أيضا، من خلال نشر الشائعات والمعلومات التي تحمل في جزء منها الصدق، حيث جرى الإعلان أن خلال الفترة من 1 إلى 7 أكتوبر ستقوم مصر بعمل مناورات شاملة.
وفي يوم 9 أكتوبر سيجرى فتح باب تسجيل الضباط الذين يرغبون في أداء مناسك الحج، وكذلك تنظيم دورات رمضانية عسكرية، ما جعل الجيش الإسرائيلي يستبعد الدخول في حرب مع مصر.
لماذا جرى اختيار العاشر من رمضان؟
كان هناك أكثر من سبب لاختيار العاشر من رمضان لشن الحرب، الأول هو صيام المسلمين في الشهر الكريم وارتباطهم بالعبادات والصلاة وبالتالي يصعب دخول حرب، بالإضافة إلى أنه يوافق عيد الكيبور (عيد الغفران اليهودي) الذي يعد من أهم الأعياد اليهودية ومن المعروف أن الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي يتوقف عن البث، وتعبئة الجيش الإسرائيلي ضعيفة بسبب الإجازات وبالتالي تضعف قوة الجيش الاسرائيلي في استدعاء قواته أو على الأقل تحتاج إلى وقت أطول.
كما أن إسرائيل في تلك الفترة تستعد لانتخابات برلمانية في الـ 27 من أكتوبر، وكان أغلب القيادات منهمكة في الدعاية الانتخابية، كما أنه كان الوقت الأنسب للجانب السوري حيث أنه من الشهور التي لا تتساقط فيها الثلوج.
وفى صباح الـ 6 من أكتوبر طلب من الجنود المسيحيين الجلوس على ضفة قناة السويس في حالة من الاسترخاء ويقومون بمص القصب والبرتقال، ثم في "ساعة الصفر" وهي الثانية ظهرًا أعطيت إشارة بدء الحرب، فخرجت 222 طائرة مصرية دكت مواقع الجيش الإسرائيلي ومراكز قيادته واتصالاته في سيناء بدقة خلال فترة زمنية لا تتعدى الـ 20 دقيقة، ثم عادت إلى قواعدها بدون خسائر تذكر، واستطاع الجندي المصري أن يعبر القناة في 6 ساعات.
تعليقات الفيسبوك