محمد صلاح
"لاعب الموسم الواحد".. جملة التصقت بمحمد صلاح لاعب منتخب مصر، وجناح نادي ليفربول الإنجليزي، تفوه بها بعض متابعيه وربما خصومه، بعدما انخفض معدل أدائه وأهدافه قليلًا في إحدى فترات موسم 2018-2019، بعد موسم استثنائي أحرز خلاله 32 هدفًا في بطولة الدوري الإنجليزي، رشح على إثره وبعد تألقه في دوري أبطال أوروبا، لجائزة أفضل لاعب في العالم.
لم يعبأ "صلاح" بما يُقال عنه في الصحف الإنجليزية وغيرها، أو من بعض الجماهير، في فترة قصيرة خفت فيها تحدث لكل النجوم في العالم، بأن ما حققه في الموسم الماضي أمر "استثنائي" لن يتكرر مرة أخرى، ليقتصر رده في الملعب فقط دون محاولة للتبرير، ويبذل ما في وسعه متحديًا ومثابرًا، ولتعود ذات الأقلام الناقدة بالإشادة راضية ومجبرة، مرة أخرى بنجم الريدز، الذي قاد رفقة زملائه، ليفربول للأمتار الأخيرة من بطولة الدوري الإنجليزي، ويصير فريقه أفضل وصيف في تاريخ الدوريات الأوروبية الكبرى، بعد أن خسر الدوري بفارق نقطة عن مانشيستر سيتي، وبرصيد 97 نقطة، وأيضًا كان له دور كبير في تأهل فريقه لنهائي دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي، ليواجه توتنهام الإنجليزي في الأول من يونيو المقبل، على الكأس ذات الأذنين الكبيرتين.
وأمس، فاز محمد صلاح بجائزة الحذاء الذهبي، كأفضل هداف في الدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم، بالتقاسم مع رفيقه السنغالي ساديو ماني، والجابوني بيير إمريك أوباميانج، بعد إحرازهم لـ 22 هدفا.
في الموسم الحالي بـ"البريمير ليج" صنع الفرعون المصري 10 أهداف، وأصبح ثالث لاعب في تاريخ ليفربول يسجل أكثر من 20 هدفا في موسمين متتاليين بعد لويس سواريز موسم 2012- 2013 وموسم 2013-2014، وروبي فاولر موسم 1994- 1995، وموسم 1995- 1996.
وبات "صلاح" أول لاعب غير أوروبي يفوز بالحذاء الذهبي للـ"بريميرليج" في موسمين متتاليين، ونجح في معادلة رقم ديديه دروجبا، نجم تشيلسي السابق، كونه اللاعب الأفريقي الوحيد الذي استطاع تحقيق هذا الإنجاز عامي 2006-2007 و2009-2010، وسادس لاعب في تاريخ البطولة بشكل عام يفوز بالجائزة لموسمين متتاليين.
وعلى الصعيد الأوروبي، ساهمت أهداف الفرعون المصري في تأهل الـ"ريدز" إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للنسخة الحالية، ومواجهة فريق توتنهام الإنجليزي، في 1 يونيو المقبل، على ملعب "واندا ميترو بوليتانو".
جميعها أرقام توضح مدى جودة "صلاح" هذا الموسم وتأثيره على فريقه، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق بطولة الدوري الإنجليزي.
في موسم وصفه كثيرون بالإعجازي، سجل الفرعون المصري 32 هدفًا خلال 36 مشاركة في بطولة الدوري، وصنع 11 هدفًا، فيما على المستوى الأوروبي ساهم "صلاح" في وصول فريقه إلى نهائي دوري الأبطال، وسجل 10 أهداف وصنع 5 أهداف أخرى.
وحصل على جائزة الحذاء الذهبي، بعدما أصبح الهداف التاريخي الأكبر لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، كما حصل على جائزة أفضل لاعب في الموسم بالدوري حسب اختيارات رابطة اللاعبين، ورابطة الكتاب والنقاد الرياضيين، واختيارات الرعاة الرسميين للبطولة.
كما أصبح الهداف التاريخي لليفربول في موسم واحد بالدوري الإنجليزي، بعدما تجاوز عدد أهداف لويس سواريز 31 هدفًا في موسم 13/14، وأول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل في أكبر عدد من المباريات، وهو 24 مباراة، محطما رقم الثنائي كريستيانو رونالدو في موسم07/08، والهولندي فان بيرسي في موسم 12/13، وكلاهما سجلا في 21 لقاء.
بعد الأحاديث والتنظير والنقد والاتهامات بالتخاذل والتقليل من مستواه وقيمته، استطاع ابن بسيون، ولاعب المقاولون العرب السابق، إسكات الجميع بما حققه خلال هذا الموسم، وأخرس جميع الألسنة التي طالته بالهجوم وشككت في قدراته العالمية، بعدما أصبح رجل الموسم للمرة الثانية، وهداف فريقه.
وبعد إنجازه الثاني على التوالي، يدخل "صلاح" قائمة اللاعبين الكبار الذين حافظوا على استمراريتهم ومستواهم، ليهدم مقولة "لاعب الموسم الواحد"، التي كانت علكة يتشدق بها كارهيه، بعد أن أثبت جدارته مجددا وبأنه يستطيع أن يحمل أعباء فريقه ويصل به إلى منصات التتويج، وهو ما قد يحدث قريبًا في النهائي الأوروبي المنتظر أمام الجار اللندني توتنهام.
تعليقات الفيسبوك