فى ركن بعيد هادئ فى شارع المعز، يجلس منعزلاً عن الضوضاء والزحام الناتجة عن السهرات والحفلات الرمضانية، يتأمل وجوه البشر التى تتلألأ تحت الأنوار والزينة الرمضانية، ثم يمسك بالفرشاة لرسم بورتريه راود ذهنه منذ لحظات. هكذا يقضى مكرم إبراهيم ساعات مختلفة بين جانبى «المعز»، جالساً أمام عدة بورتريهات لمشاهير وأمامها لافتة كتب عليها: «ارسم نفسك فى لحظات». مهارة «مكرم» تمكنه من رسم الشخص وهو جالس بجانبه، فى فترة قصيرة جداً لا تتخطى الـ15 دقيقة، وتخرج اللوحة بصورة جيدة تبهر صاحبها. تخرَّج «مكرم» فى كلية التربية الفنية، دفعة 1975، ومن وقتها وهو يهب حياته للفن، لا يكتفى بالرسم فقط، بل يهوى أشكالاً أخرى من الفن: «بعرف أحفر على الخشب، بصنع تماثيل بالطين، بعمل حفر على الجبس وبرسم على الزجاج، بعمل حاجات كتير، ومقدرش أبطل الفن أبداً».
بلغ «مكرم» من العمر 67 عاماً، لكن كبر السن لم يمنعه من الجلوس على أحد الكراسى فى الشارع، طوال ساعات الليل بعد الإفطار، لا يتوقف عن الرسم إلا إذا جاء وقت السحور: «طول ما أنا فى إيدى قلم وبرسم، عمرى ما أشعر بملل أو أتضايق، بحب الحياة وأنا برسم وبحب الناس اللى برسمها».
أكثر اللحظات سعادة بالنسبة له، عندما يجد الفرحة على وجه شخص سعيد بلوحته: «ببقى فرحان أكتر منه، ببقى مبسوط من قلبى، ومكسبى بيبقى مكسبين، الأول رزق والتانى سعادة الناس». لدى «مكرم» أبناء دخلوا كليات مختلفة، لم يرث أى منهم موهبة والدهم: «أصل الفن موهبة من عند ربنا، مايتورثش».
تعليقات الفيسبوك