تنتشر محلات المنظفات فى المناطق الشعبية، باعتبارها من المشروعات المربحة، التى تضمن زبائنها من السيدات، حيث يتفنن كل منها فى ابتكار وصفات أكثر قوة وقدرة على التنظيف، بصرف النظر عن التفاعلات الكيميائية التى قد تحدث بعد خلط المكونات، والمخاطر الصحية التى تلحق بالمستخدمين، الأمر الذى وصلت كوارثه مؤخراً إلى حد إصابة أكثر من 28 شخصاً باختناق فى أحد محال المنظفات بالإسكندرية، بسبب تفاعل حدث بالخطأ لمادة «السلفونيك» مع الكلور.
غياب ثقافة التعامل مع المنظفات الشعبية، بدا واضحاً بين الزبائن، الذين يشترون تلك المواد ويجهلون خطورتها، أو الباعة الذين يقومون بتصنيعها يدوياً، بعيداً عن أعين الرقابة، وأظهرت دراسة أمريكية، نشرتها صحيفة «ديلى ميل»، أن منتجات التنظيف والأتربة لها تأثير ضار على رئة من يقوم بالتنظيف، خصوصاً المرأة، بما يعادل تدخين علبة سجائر يومياً.
أحمد عبدالغنى، صاحب محل منظفات بمنطقة حدائق حلوان، يبيع خلطة خاصة بإزالة الصدأ من الملابس، يصنعها بنفسه فى البيت، ويبيعها بـ10 جنيهات، بالإضافة إلى وصفة لتنظيف المنزل بـ13 جنيهاً، يخلط فيهما «صودا كاوية مع ملح الليمون وحامض السلفونيك»، فضلاً عن بعض المكونات الأخرى، التى رفض ذكرها، معتبراً أنها سر الصنعة، مؤكداً أن الزبائن لا يركزون فى مسألة الصحة، بقدر اهتمامهم بالسعر الرخيص والتأثير القوى.
تنتشر فى المناطق الشعبية.. وتلجأ لها السيدات لانخفاض سعرها
«ستات كتيرة بيتجى تقول لى أنا عايزة حاجة قوية لتنضيف الأرض والحيطان، عشان تريح نفسها من الدعك، وأنا عشان أضمن الزبون بقيت أدخل على موقع يوتيوب، وأقرأ وأسمع عن المنظفات، وأضيف تكّاتى، وأصنع منها حاجات مميزة زى سائل تنظيف الصدأ من الملابس، والنصيحة اللى بقدمها لكل ست بتشترى خلى بالك من ريحة التركيبة»، بحسب «عبدالغنى».
«تليف فى الرئة والشعب الهوائية، وأزمات ربوية حادة»، هى بعض الآثار الجانبية المترتبة على استخدام مواد تنظيف شعبية، لا تخضع للرقابة، وفقاً للدكتور طه عبدالحميد، أستاذ أمراض الباطنة والصدر والحساسية بكلية الطب جامعة الأزهر، مؤكداً أن بعض تلك الأمراض تحتاج إلى علاج كيميائى، ومشقة يتحملها المريض لفترات طويلة.
ينصح «طه» ربات البيوت بشراء المنظفات من المحال التجارية والمصانع المعروفة، وتجنب المنتجات المنتشرة بالأماكن الشعبية، لأن نسبة مادة «الصودا الكاوية» تكون أقل، ما يقلل الإصابة بأمراض الصدر.
تعليقات الفيسبوك