يرحل الشهيد تاركا سيرته الطيبة وحكاياته ومواقفه مع أهله وأصحابه، هذه الحكايات التي تخلد سيرته فلا يُنسى مع الأيام أبدا، فالشهداء كما هم "أحياء عند ربهم يُرزقون"، هم أيضا سيرتهم باقية بيننا، ومن بين هؤلاء شهداء حرب أكتوبر المجيدة التي انتصر فيها جيشنا على الاحتلال الإسرائيلي، وكانت مقدمة لتحرير سيناء، الذي نحتفل بذكراه الـ37 اليوم، 25 أبريل.
سيد السيد بدير، أحد شهداء حرب أكتوبر، وهو نجل الفنانة شريفة فاضل من زوجها الفنان والمخرج والكاتب المسرحي الراحل السيد بدير، والذي أهدته والدته أغنيتها الشهيرة "أم البطل"، من كلمات الشاعرة نبيلة قنديل وألحان زوجها علي إسماعيل.
الصدفة جمعت بين "الشهيد سيد" وبين الرجل السبعيني حسن مصطفى، الشهير بـ"سونة المكوجي"، أمام عمارة البلمونت بجاردن سيتي التي كان يعيش فيها الشهيد مع والدته شريفة فاضل.
يروي "عم سونة" حكاية الشهيد: "كنا غاويين نتمشى هناك العصرية أنا وصحابي، وفي مرة مشيت لوحدي ووقفت عند العمارة وهو (سيد) كان واقف قدام العمارة فلما قربنا من بعض سألني: أي خدمة؟، قلت له: لا أنا بتمشى بس، قال لي: أنا ابن السيد بدير، فقعدت معاه في مدخل العمارة، والخدامة جابت لنا الشاي على صينية شيك أوي، واتعرفنا على بعض، وهو كان طالب في الكلية الحربية، كان طيار، فقال لي معلش أنا الفترة اللي جاية هغيب شوية".
ويضيف الرجل السبعيني، لـ"الوطن" قائلا: "بس هو مجابش سيرة حرب، وقال لي: تعالى لي هنا في العمارة وهما هيبلغوك بأخباري، مكانش لسه فيه موبايلات بقى، ولما روحت سألت عنه تاني الخدامة قالت لي: منزلش وبيسلم عليك، وتاني مرة قالت كده برضه، لحد ما الحرب قامت واستشهد.. الله يرحمه".
ويوضح "عم سونة" قائلا: "فيه أولاد ناس مؤدبين جدا، أهو ده الله يرحمه ابن السيد بدير وشريفة فاضل وقلت له: أنا بشتغل مكوجي، قال لي: وفيها إيه يعني".
تعليقات الفيسبوك