محمد ممدوح فايق
الثقافة وقراءة الكتب بالنسبة له منهج حياة اعتنقه منذ الضغر، لا شئ يشغل باله سوى أن يكون ملما بالأحداث حوله وخلفياتها التاريخية والمواقف المشابهة لها وهو ما وضع محمد ممدوح فايق، في مكانة أخرى بعيدا عن شباب جيله ممن لا يشغلهم شئ، سوى الاهتمام بأغنية جديدة أو فيلم كوميدي، وربما خبر مثير للجدل.
وعلى غير عادة الكثيرين تجد "فايق"، الذي يعمل مفتشا بوزارة الأثار، من أوائل الحاضرين في الفعاليات والمحافل الأدبية والثقافية يبحث طوال الوقت عن بغيته من الكتب والمؤلفات جديدة يثري بها ثقافته ويقتنيها في مكتبته الخاصة، التي تضم ما يزيد على 3500 كتاب، فلا يترك أي مبادرة متعلقة بهذا الشأن، فضلا عن متابعة المنتديات عبر شبكة الانترنت والتواصل الفعلي معها على أرض الواقع.
"كنت منتظر اليوم ده ونزلت جبت كتابين جداد"، هكذا عبر "فايق" لـ"الوطن" عن مشاركته في اليوم العالمي للكتاب الذي يحتفل به عن طريق الذهاب إلى المركز القومي للترجمة حيث يقدم تخفيضات على الكتب تصل إلى 50% في هذا اليوم، مضيفا: "بروح أشوف إيه الجديد اللي أنا بحب أقراه واشتريه"، فضلا عن جولة يقوم بها لمكتبات وسط البلد، موضحاً أن سبب اختيار الـ23 من أبريل كيوم عالمي للكتاب يرجع إلى اليوم الذي توفي فيه شكسبير.
بدأت قصة "فايق" مع القراءة منذ الصغر بتشجيع والدته له، والتي كانت تعمل كمديرة مدرسة آنذاك، واطلاعه على مجلات ميكي وسمير وذهابه إلى قصر ثقافة جاردن سيتي ومكتبة وزارة التربية والتعليم المجاورين لمنزله "كنت تقريباً أنا الزائر الوحيد فيها"، فضلاً عن أنه ينتمي لعائلة لها باع طويل في الأدب والثقافة أمثال مأمون وكامل الشناوي "يمكن العرق هو اللي خللى جينات حب القراءة عندى كده"، إلى جانب إيمانه بمقولة "من يقرأ الحرف فهو متعلم ومن يقرأ كتاب فهو مثقف".
تحول الهواية إلى عشق شغله عن أشياء كثيرة حوله حتى جعلته عازفا عن الزواج "الهواية استفحلت وتجبرت لدرجة إن الوالدة بتشتكي منها"، وربما يشترك "فايق" مع غيره من محبي الكتب والقراء في توجههم لمكتبات سور الأزبكية، الذي يعتبره المنجم الذهبي للكتب "ده حكاية لوحده معايا"، ويفضل قراءة التاريخ والأثار وكتب السيرة الذاتية لمشاهير الملوك والرؤساء، التي كانت سبب لدخوله كلية الآثار وحصوله على المركز الثاني على دفعته بعد معاناة مع 4 كليات إلى أن افتتحت جامعة عين شمس قسم الآثار بالتعليم المفتوح فالتحق بها.
وعلى الرغم من ذلك يجد "فايق" مشاكل في شراء الكتب وخاصة في المنصات الإلكترونية ومنافذها على أرض الواقع ومن بين ذلك منافذ هيئة الكتاب التي تقوم بإعلانات عن كتب جديدة عبر صفحاتها على شبكة الإنترنت لبيعها بمنافذ الخاصة بها لكنها في الغالب لا تكون متاحة، حسب قوله "بنروح نسأل في المنافذ يقولوا منعرفش عنه حاجة وده بيتكرر كتير".
تعليقات الفيسبوك