قوالب الأحذية الخشبية القديمة تبدو عديمة القيمة لكثيرين، لكنها فى نظر مجموعة من فنّانى الإسكندرية وسيلة لنشر مفهوم السلام فى المجتمع، وأهمية أن يكون أفراده يداً واحدة، مهما اختلفت دياناتهم أو معتقداتهم. فى مركز الجيزويت الثقافى بالإسكندرية، وبالتعاون مع مركز طراحة الثقافى، نُظمت ورشة ومعرض بعنوان «مسارات السلام»، تدور فكرتها الأساسية حول إعادة تدوير قوالب الأحذية الخشبية القديمة، من خلال الفنون المختلفة، لتصبح -رمزياً- خطوات ترسم طريقاً للسلام بين كافة فئات وطوائف المجتمع.
فنانون من كل أرجاء الإسكندرية، هواة ومحترفون وطلبة كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية والنوعية وبعض الفنانين السوريين، شاركوا فى الورشة، واستخدموا أكثر من 120 قالب حذاء خشبياً قديماً، قدّمها لهم مركز الجيزويت مجاناً، وتحولت جميعاً إلى تحف فنية، تم جمعها فى معرض كبير خطفت محتوياته الأنظار.
«كل إنسان فى المجتمع له شخصية وسمات معينة تختلف تماماً عن الآخرين، وعلينا أن نتقبل بعضنا البعض كما نحن، دون سعى لتغيير الآخر أو معاداته، هو مضمون ورشة ومعرض مسارات السلام»، كلمات فؤاد فتحى، أحد منسقى مركز الجيزويت الثقافى بالإسكندرية، حيث استخدم الفنانون المشاركون فنون النحت والتلوين وغيرها لإعادة تدوير القوالب الخشبية القديمة.
معرض كبير به قوالب خشبية مرصوصة بعناية بعد إعادة تدويرها فنياً، يمر الناس بينها ليشعروا بمدى السلام وأهميته فى المجتمع، هو ما أشارت إليه عزة مندور، مدير مركز طراحة الثقافى، قائلة: «الورشة تُعد عملاً مركباً، وتهدف إلى التأكيد على وحدة المجتمع، وأنه يد واحدة مهما اختلفت طوائفه، ومشاركة سوريين فى المعرض دليل على ذلك، والخطوات التى يقطعها المتفرج بين القوالب ليصل إليه قيمة ومعنى مفهوم السلام هى المقصود».
تعليقات الفيسبوك