انطفأ النور فى عينيها، لكن قلبها ما زال ينير بالخير والتفاؤل، بلغت الخمسين من عمرها ولا تجد حرجاً فى إعلان رغبتها فى الزواج، ولكن بعد العثور على ابن الحلال الذى يستحقها.
تقدم عرسان كثيرون لـ«صباح محمد»، التى فقدت بصرها تدريجياً، لكنها رفضتهم جميعاً، لأنهم سبق لهم الزواج، ولعدم شعورها بأن أياً منهم يستحقها، والآن وبعد أن فاتها قطار الزواج تأمل أن تجد مَن طال انتظاره كثيراً بشرط أن يكون شخصاً مسالماً طيباً ولا يجرح مشاعرها بكلمة. تعيش «صباح» فى منزل شقيقتها بمنطقة المنيب، وتم تعيينها فى جامعة القاهرة ضمن فئة الـ5%، اعتادت أن تقضى كل مشاوريها بنفسها، باستخدام مترو الأنفاق، معتمدة على السير ببطء وحذر، ففقدان بصرها لم يحُل دون خروجها بمفردها للهروب من ظلمة الوحدة: «باكره قعدة البيت جداً، باحس إنى مخنوقة والدنيا ضلمة فى وشّى».
كانت «صباح» منذ ولادتها لا ترى بالعين اليمنى، ومنذ فترة لحقت المياه الزرقاء بعينها اليسرى، فأفقدتها البصر: «رغم إن عينى ضلّمت خالص، بس باعتمد على نفسى فى الخروج، ولو رُحت مكان غريب باطلب المساعدة من الناس، ولاد الحلال كتير وهمّا اللى بيطلبوا مساعدتى، بس أنا ما يتخافش عليّا».
تحاول المرأة الخمسينية جمع ثمن العملية الجراحية التى تقف عليها إعادة بصرها: «الدكاترة ادّونى أمل فى إنى ممكن أشوف تانى بس محتاجة عملية، نفسى نور عينيا يرجع تانى وأشوف ابن الحلال اللى هيجيلى».
تعليقات الفيسبوك