أحيانًا يقود الحب البعض إلى جنون، إذ أنه يمكن أن يعشق شخصا آخر حتى وهو ميت، وهو ما حدث مع الطبيب النمساوي كارل تنزلر، بعدما وقع في غرام "جثة".
وُلد "تنزلر" في النمسا عام 1877، حيث درس الطب بها وبعد الحرب العالمية الأولى انتقل إلى ألمانيا للعمل بها، وفي عام 1920 تزوج تنزلر، وأنجب طفلين، ثم هاجرت العائلة بعد سنوات إلى "فلوريدا" الأمريكية، وفقًا لموقع "all thats interesting" الأمريكي.
في عام 1931، وقع الدكتور "تنزلر" في غرام مريضة أمريكية تدعى "ماريا ميلاجرو"، كان يعالجها من مرض السل، حيث كان السل في تلك الحقبة مرض مميت لا يوجد علاج له، وبالرغم من فارق العمر الكبير بين الطبيب الخمسيني، والفتاة المراهقة صاحبة العشرين عاما، إلا أنه عشقها بشكل مفاجئ.
قدم "تنزلر" العشرات من محاولاته المستميتة كي ينقذ حبيبته من الموت، إلا أن القدر قدم ليأخذ روح الفتاة الصغيرة إلى بارئها، بعد موتها أصيب "تنزلر" بالحزن الشديد والاكتئاب، حيث أنه لم يتمكن من مواجهة حياته بعد وفاتها.
في أبريل 1933، بعد عامين من دفن "ماريا، قرر "تنزلر" الذهاب إلى قبرها ونبشه واستخراج جثتها كي تعيش معه، حيث وصل عشقه لدرجة الجنون.
استخدم الطبيب المجنون أقمشة وأدوات لترميم جثة "ماريا"، كي تعيش معه، ووضع لها عينين بلاستكيتين، وعاش مع الجثة بعيد عن أسرته بقبو منزله لمدة 7 أعوام دون أن يدري أحد.
وفي عام 1940، خلال لهو ابنة "تنزلر" الصغيرة في القبو، وجدت جثة "ماريا" حيث ظنت أنها دمية أحضرها لها والده، لتكتشف والدتها الأمر، وتصاب بصدمة لما أصاب زوجها من جنون، حيث تم القبض على "تنزلر" بعدما أبلغت زوجته الشرطة، لتكتشف عائلة "ماريا" سرقة جثة ابنتهم لمدة سنوات دون علمهم.
بعد خروج "تنزلر" من السجن في عام 1952، قضى أيامه الأخيرة بمفرده في معزل عن أسرته والناس جميعًا، حتى توفي بسبب حزنه على محبوبته "ماريا".
تعليقات الفيسبوك