"حريق هائل التهم الكنيسة ومناشدات بالتبرع"، ذلك هو المشهد السائد في العاصمة الفرنسية "باريس"، بعدما اندلع حريق هائل في كاتدرائية نوتردام الأثرية العريقة.
وفور مناشدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالتبرع في حملة دولية لإعادة ترميم الكاتدرائية، التي تعد رمزا أثريا ومعلما تاريخيا مهما للعالم بأكمله وللفرنسيين بشكل خاص، سارع رجال الأعمال بالتبرع من أجل الكاتدرائية.
وتعهدت عائلة فرانسوا بينولت، التي تسيطر على العلامات التجارية الشهيرة مثل "Gucci" و"Saint Laurent"، بتقديم 100 مليون يورو لترميم الكاتدرائية، أي ما يعادل مليار و593 مليون جنيه مصري.

وفرانسوا هنري بينولت، هو الرئيس التنفيذي لمجموعة "كيرينج" الفاخرة، وزوج الممثلة الأمريكية المكسيكية "سلمى حايك"، وفقا لمجلة "fortune" الأمريكية.
وقال "بينولت" في بيان له: قررت أنا وأبي "فرانسوا بينولت" التبرع من أموال "أرتميس" بمبلغ 100 مليون يورو للمشاركة في هذا الجهد الضروري لإعادة الإعمار الكامل لنوتردام"، مضيفا "المأساة أصابت كل الشعب الفرنسي والمرتبط بالقيم الروحية، وفي مواجهة هذة المأساة، يرغب الجميع في إعادة الحياة إلى جوهرة تراثنا في أقرب وقت ممكن".
بينما أعلن برنارد أرنولت، الرئيس التنفيذي لمجموعة "LVMH" للسلع الفاخرة، والذي يعد أغنى رجل في فرنسا، عن تبرعه بـ200 مليون يورو، أي ما يعادل 3 مليارات و915 مليون جنيه مصري، من أجل إعادة بناء الكاتدرائية.

وقال في بيان له، إن تبرعه سيكون أكبر من المبلغ الذي تبرع به رجل الأعمال "فرنسوا هنري بينولت" زوج الممثلة "سلمى حايك"، والذي تبرع بـ 100 مليون يورو.
وذكر "برنارد" في بيانه: عائلة (أرنولت) ومجموعة (LVMH) تتضامنان مع هذه المأساة الوطنية، عن طريق إعادة بناء هذه الكاتدرائية الاستثنائية، والتي تعد رمزا لفرنسا وتراثها ووحدتها.
وأضاف "برنارد": تضع مجموعة "LVMH" نفسها تحت تصرف الدولة والسلطات المعنية بجميع فرقها، الإبداعية والمعمارية والمالية، للمساعدة في العمل الطويل لإعادة الإعمار من ناحية ، وجمع الأموال من ناحية أخرى.
وقالت فاليرى بيكريس، رئيسة منطقة " إيل دو فرانس"، في مقابلة مع إذاعة "كلاسيك" الفرنسية، إنها ستقدم 10 ملايين يورو كمساعدات طارئة لأبرشية لأعمال إعادة البناء الأولية للكاتدرائية.
وأوضحت "بيكريس"، أن الأشخاص الذين يرغبون في التبرع يمكنهم القيام بذلك عبر مؤسسة "Fondation du Patrimoine" غير الربحية، مضيفة أن إعادة الإعمار ستكون مكلفة للغاية وستحشد الدولة بأكملها.
وقالت آن هيدالجو، عمدة باريس، إنها تريد تنظيم "مؤتمر دولي للمانحين" للترحيب بـ "الخبراء القادرين على جمع الأموال"، وتوقعت أنه ستكون هناك حاجة إلى حرفيين متخصصين ومواد نادرة لاستعادة النصب التذكاري.
وذكر رئيس شركة "لومبار" الفرنسية للأخشاب، أن الشركة مستعدة لتقديم أفضل عوارض البلوط لإعادة بناء الشبكة المعقدة التى تدعم السقف المدمر للكاتدرائية والمعروف باسم "فورست".
كما وعدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، التي تتخذ من باريس مقرا لها ، بالوقوف إلى جانب فرنسا لاستعادة الموقع، الذي أعلنته موقع تراث عالمي في عام 1991.
وقال الأمين العام لليونسكو أودري أزولاي، في بيان اليوم "نحن على اتصال بالفعل بالخبراء وعلى استعداد لإرسال مهمة عاجلة لتقييم الأضرار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه والبدء في وضع تدابير على المدى القصير والمتوسط".
وكان حريق هائل وقع في كاتدرائية نوتردام في باريس، مساء أمس، ما أدى إلى انهيار البرج التاريخي، الذي يميز المعلم السياحي المهم في العاصمة الفرنسية، وهرعت قوات الشرطة والإطفاء إلى مكان الحادث، فيما طلبت الشرطة أيضا عبر موقع "تويتر" من الأفراد الابتعاد من محيط الكاتدرائية.
وتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موقع كاتدرائية نوتردام، بعدما قرر إرجاء الخطاب الذى كان سيلقيه مساء الاثنين، بسبب "الحريق الرهيب الذى دمر نوتردام دو باري"، بحسب الرئاسة الفرنسية.
وأكد ماكرون أنه يشاطر "الأمة بكاملها آلامها" بسبب حريق كاتدرائية نوتردام، مبديا "تضامنه مع جميع الكاثوليك وجميع الفرنسيين.
ووصفت رئيسة بلدية باريس آن هيدالجو الحريق بـ"الرهيب"، في أحد أشهر الصروح الدينية والسياحية في العاصمة الفرنسية، وكتبت على "تويتر": "حريق رهيب في كاتدرائية نوتردام في باريس فرق الإطفاء تحاول السيطرة على النيران" .
وأعلنت السلطات الفرنسية فتح تحقيق في أسباب حريق كاتدرائية نوتردام في باريس.
وتعد كاتدرائية نوتردام، التي بنيت في القرن الثالث عشر من المعالم الأبرز في فرنسا وترتفع قبتها إلى 300 متر، وتعتبر من أكثر الأماكن التي تجذب السياح حول العالم حيث يزورها 14 مليون شخص سنويا.

والكاتدرائية جرى تجديدها قبل 4 سنوات بمناسبة مرور 850 عاما على تشييدها، وتسمى بالعربية كاتدرائية "سيدتنا العذراء"، وتقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة.
والنسخة الأولى من نوتردام كانت كنيسة بناها الملك شيلدبرت الأول عام 528م، وأصبحت كاتدرائية مدينة باريس في القرن العاشر بشكلها القوطي، وتم ترميمها منذ أعوام بمبلغ يقدر تكلفته نحو 800 ألف يورو.

وفي أول رد فعل دولي، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن كاتدرائية نوتردام في باريس رمز لفرنسا والثقافة الأوروبية. وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الحادث قائلا إنه "من المروع مشاهدة هذا الحريق".
تعليقات الفيسبوك