اهتزت أرجاء فرنسا أمس بخبر حريق كنيسة "نوتردام" التاريخية العريقة، بعد اندلاع النيران بها بشكل مفاجئ، دون سبب واضح.
وقبل ساعات، صرح الخبراء بأنّ النيران اندلعت بسبب الإطار الخشبي الموجود بمحيط الكنيسة من الداخل، إذ اشتعلت النيران به بشكل مفاجئ، ما أدى إلى احتراق الكاتدرائية بأكملها، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ويتكون الإطار الخشبي الذي يرجع تاريخه إلى 850 عامًا، من الخشب بشكل كامل، ويجب استخدام نحو 1300 شجرة لإعادة ترميمه مرة أخرى.
وقال المتحدث باسم الكاتدرائية أندريه فينوت، إنّ كل شيء احترق بالكامل، ولم يتبق أي قطعة من الإطار الخشبي الكبير.

ووفقًا لما أعلن الموقع الرسمي لـ "نوتردام"، فإنّ الإطار يتكون من نحو 52 فدانًا من الخشب المجموع، ويعمل الإطار كأساس لسقف الكنيسة البالغ ارتفاعه 115 قدمًا، بينما أعلنت فرق الإطفاء بالعاصمة الفرنسية باريس، السيطرة على الحريق وإخماده بشكل جزئي، بعد قضاء ليلة طويلة لمحاولة إخماد الحريق الهائل.
وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنّ الحريق أدى إلى انهيار برج الكاتدرائية وسقفها، موضحًا أنّه سيعمل على إعادة ترميم المعلم التاريخي، الذي أدى حريقه لإحداث صدمة وحزن كبير في العالم.
اندلع حريق هائل في كاتدرائية نوتردام في باريس، مساء الإثنين، ما أدى إلى انهيار البرج التاريخي الذي يميز المعلم السياحي المهم في العاصمة الفرنسية.
وهرعت قوات الشرطة والإطفاء إلى مكان الحادث، فيما طلبت الشرطة أيضا عبر موقع "تويتر" من الأفراد الابتعاد من محيط الكاتدرائية.
وتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موقع كاتدرائية نوتردام، بعدما قرر إرجاء الخطاب الذي كان سيلقيه مساء الاثنين، بسبب "الحريق الرهيب الذي دمر نوتردام دو باري"، بحسب الرئاسة الفرنسية.
وأكد ماكرون أنه يشاطر "الأمة بكاملها آلامها" بسبب حريق كاتدرائية نوتردام، مبديا "تضامنه مع جميع الكاثوليك وجميع الفرنسيين".
ووصفت رئيسة بلدية باريس آن هيدالجو الحريق بـ"الرهيب"، في أحد أشهر الصروح الدينية والسياحية في العاصمة الفرنسية.
وغرَّدت رئيسة البلدية على "تويتر": "حريق رهيب في كاتدرائية نوتردام في باريس فرق الإطفاء تحاول السيطرة على النيران".
وأعلنت السلطات الفرنسية فتح تحقيق في أسباب حريق كاتدرائية نوتردام في باريس.
وتعد كاتدرائية نوتردام التي بنيت في القرن الثالث عشر من المعالم الأبرز في فرنسا وترتفع قبتها إلى 300 متر، وتعتبر من أكثر الأماكن التي تجذب السياح حول العالم حيث يزورها 14 مليون شخص سنويا.
والكاتدرائية تم تجديدها قبل 4 سنوات بمناسبة مرور 850 عاما على تشييدها، وتسمى بالعربية كاتدرائية "سيدتنا العذراء"، وتقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة.
والنسخة الأولى من نوتردام كانت كنيسة بناها الملك شيلدبرت الأول عام 528 ميلادية، وأصبحت كاتدرائية مدينة باريس في القرن العاشر بشكلها القوطي، وتم ترميمها منذ أعوام بمبلغ يقدر تكلفته نحو 800 ألف يورو.
وفي أول رد فعل دولي، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن كاتدرائية نوتردام في باريس رمز لفرنسا والثقافة الأوروبية.
وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الحادث قائلا إنه "من المروع مشاهدة هذا الحريق".
وبدوره، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك": "تلقيت بحزن بالغ نبأ حريق البرج التاريخي بكنيسة نوتردام.. فقدان ذلك الأثر الإنساني العظيم خسارة فادحة لكل البشرية".
وأضاف الرئيس: "أُعلن تضامني وتضامن الشعب المصري مع الأصدقاء في دولة فرنسا، متمنياً تدارك آثار هذه اللحظة الإنسانية بالغة التأثير بأسرع ما يُمكن".
تعليقات الفيسبوك