بملابس مهلهلة لا تغطى جسدها الصغير وقدمين حافيتين، هرولت الطفلة «ندا» التى لم تكمل عامها الرابع، ببراءة لفتت الأنظار، نحو مصطفى على، أخصائى نشاط ضمن فريق «أطفال بلا مأوى»، لطلب «زِىٍّ» جديد كان يوزعه على الأطفال المشردين كمكافأة لهم بعد مسابقة تحفيزية. احتضن «مصطفى» الطفلة، ملبياً رغبتها على الفور: «كانت واقفة بعيد عمالة تسقّف، فجأة لما شافتنى جريت عليا وأخدت الترينج». تعرفه من بين الحضور كأنه أحد أفراد عائلتها، تنتظره يوم السبت من كل أسبوع أمام مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة، قبل مجىء القافلة بساعة.
أخصائى النشاط: "عارفة ميعادى وبتجيلى هى وأختها كل أسبوع"
علاقة استثنائية نشأت بينه وبين الطفلة الصغيرة التى لم ترَ والدها بسبب سجنه منذ ولادتها، ووالدتها منشغلة عنها دائماً بجمع القمامة و«علب الكانز» لبيعها، وأشقاؤها الأربعة الصغار حالهم لا يختلف عنها كثيراً: «فاقدين الأمان بسبب اللى بيشوفوه فى الشارع». يحكى أن الطفلة تأتى برفقة شقيقتها الأكبر «سُكّر» ابنة الـ7 سنوات، التى كانت ترفض هى الأخرى ارتداء ملابس جديدة أو الاستحمام، مفضّلة المبيت فى الشوارع: «ندا وأختها بيشوفوا فيّا صورة الأب اللى اتحرموا منه»، مؤكداً أن الصغيرة حين تأتى والدتها لأخذها تنهمر فى البكاء متشبثة به: «عايزة تروح معايا ما صدقت تلاقى حد تطمن له وتحكى معاه». تعيش أسرة «ندا» فى منطقة بطن البقرة، ينتظرون مجىء القافلة لحضور ندواتها وأنشطتها وسماع أغنياتها وتلقى مساعداتها والحصول على هداياها. يحكى محمد مسعد، مسئول الوحدة المتنقلة، التى تضم 7 أخصائيين، أن هاتين الطفلتين (ندا وسُكّر) من أكثر المترددين على الوحدة وتعرفان موعدها وتنتظرانها: «التعامل معاهم فى الأول كان صعب لحد ما اتعودوا علينا وحسوا بالأمان».
تعليقات الفيسبوك