كان الرسوب حليفه في السنة الأولى من دراسته، هو و3 آخرين من طلاب شعبة الرياضيات بكلية التربية جامعة الفيوم، ولم يلتحق أحد بالشعبة في تلك السنة التي رسب فيها، وبالتالي صار طلاب الشعبة في هذا العام 4 فقط، كان محمد مجدي أحدهم، وسرعان ما انتقل اثنان منهما إلى قسم آخر، ورسب آخر في الفرقة الثانية، ليكون محمد وحده في تلك الشعبة في الفرقتين المتتاليتين الثالثة والرابعة.
داخل حي باغوص في الفيوم، ولد محمد، الذي حصل في الصف الثالث الثانوي على مجموع لم يؤهله لدخول كلية الهندسة كما كان يتمنى، لكنه كان مناسبا لدخوله كلية التربية ولمحبته للرياضيات التحق بشعبة الرياضة، ويتذكر تفاصيل أيامه داخل الشعبة وحيدا، حتى حضر حفل التخرج، ولأنه كان وحيدا فكان احتفاله مع أقسام أخرى صادف يوم احتفالهم يوم احتفاله بنفسه: "في سنة تالتة بقيت لوحدي تماما بقى، مش معايا ولا طالب، والموضوع ده كان مرعب وصعب جدا عليا"، يحكي الشاب، الذي تبقى له عدة أشهر قبل تخرجه.
ويتذكر حين كان جدول الفرقة يعلق على الحوائط، وجداول الاختبارات كذلك، وكل ما يتعلق بالفرقة، التي يعتبر هو بطلها الوحيد: "الموضوع كان صعب عليا، بس عدت على خير، ومكنتش متخيل إن صوري اللي هنزلها على الفيس هتعمل كده".
نشر محمد على صفحته صورا من يوم احتفاله، يرتدي "تي شيرت" أحمر، كتب عليه "اقفل المدرج لوحدي بتخرج"، سرعان ما تلقتها الصفحات الخاصة بالجامعات المختلفة والكليات، وشرحت بعض التفاصيل المتاحة عن الشاب، الذي كان يدرس لوحده، ويتذكر محمد حين كان يتجه إلى الأساتذة في مكاتبهم أحيانا لتلقي الدروس بدلا من القاعات: "عشان كان أسهل عليهم وعليا، وكنت بقعد معاهم لحد ما أفهم كل حاجة".
الغياب أمر ممنوع والتركيز في كل كلمة يقولها الأستاذ الجامعي أمر مهم، فإذا فوت محاضرة فذلك يعني أن احتمالية تعرضه لمشكلات أكبر: "مفيش بقى صاحب ليا يشوفلي مذكرة، أو يجيبلي ملخص، أو يقولي الدكتور عمل إيه، كان لازم كل حاجة أعملها بنفسي" قالها الشاب، الذي ابتسم عند تذكره ما كان يحدث معه أيام الاختبارات: "كان بيبقى اتنين مراقبين قاعدين جنبي، وابقى قابلني بقى لو بصيت يمين أو شمال".
في يوم الاحتفال بالتخرج، الذي يسبق الاختبارات الأخيرة بالكلية، اتجه الشاب للاحتفال بذلك اليوم مع أقسام أخرى: "حالي كان يصعب على الناس، والموضوع كان كله ضحك في ضحك، وطبعا هبقى الأول على الفرقة بتاعتي والأخير كمان".
تعليقات الفيسبوك