لا تخل المحال من زبائن، ولا توجد فرصة لتجديدها، أو حتى تغيير بعض تفاصيلها، سواء تلك المتعلقة بالمانيكانات داخلها، أو الديكور الذي يظل ثابتا لسنوات، غير أن بعض المحال تقرر أن تكون تلك الفترة التي تفصل ما بين موسمين، لا سيما الشتاء والصيف، مدعاة لتعديل المحال وتجديدها، ما يجعلها فرصة مناسبة للعمال باختلاف أشكالهم وأعمالهم لكسب جنيهات نظير ذلك العمل.
كان أحمد عبدالرحيم يعمل في أحد صالونات الحلاقة، وبعد سنوات طويلة من ذلك العمل، قرر على سبيل التغيير البحث عن عمل آخر، ولأن له خبرة قديمة في صناعة المانيكان، فإنه يتجه إلى بعض المحال لترميم ما تم كسره من بعضها، فيعيد لهذا ساقه ولذلك يده، وآخر يضع له بعض الأجزاء ليبدو أفضل حالا مما هو عليه: "الفترة دي بنروح محلات بنشتغل فيها، الأماكن دي بتبقى عايزة تجدد المحلات دي، فبلف في مناطق عندها محال ملابس واللي عايز يعمل حاجةو بعملهاله" يحكي الرجل، الذي يتحرك بأدوات معه على رأسها الصنفرة وعدة سكاكين ومعجون وبوليستر، ويحاول قدر الإمكان العمل في أكثر من محل وحين ينهي العمل لدى واحد يحصل على حقوقه قبل الاتجاه لآخر: "وبيبقى موسم، وممكن من محل واحد أطلع بـ200 أو 300 جنيه حسب الشغل والجهد".
تحاول بعض محال الملابس، تجديد الديكورات داخلها، ويلزم الامر نقاشة من جديد، ما يمثل "سبوبة" للنقاشين في تلك الفترة التي تعقب برودة الجو، وبداية ارتفاع الحرارة، فالمحال ترفع الملابس الشتوية، وقبل أن تضع الملابس الصيفية تقوم بالتجديد، وكان كمال محمود يقوم بذلك الأمر داخل محله بشبرا: "الدنيا بتبقى خفيفة شوية في الشغل، الشتاء بيمشي خلاص والحر داخل، فبنلحق نجدد ونطور ونخلي شكل المحل أحسن" يحكي الشاب بينما كان عاصم خالد محله يقوم بطلاء أحد الحوائط، قبل أن يضيف إليها بعد ذلك عددا من الملصقات، التي يرى أنها ستلائم طبيعة المحل. بعض الإضافات الخاصة بالمحال، سواء في وضع إضائات جديدة، أو تغيير تصميم الباب، أو حتى تجديد زجاج الفتارين، كل ذلك يصب في مصلحة "الصنايعية" الذين يبحثون خلال تلك الفترة عن محال يقومون بالعمل فيها.
تعليقات الفيسبوك