اسم ثلاثى بلا معنى ضخم لهم، هكذا كان الحال مع آلاف الشباب الذين لم يخطر ببالهم القراءة لأحمد خالد توفيق، خلال حياته، لكن فيضان الحزن الذى أعقب الوفاة بدا لهم غريباً للغاية: «لماذا كل هذا الحزن؟»، سؤال فضولى قادهم إلى البحث عن أشهر كتبه ثم البدء فى رحلة لم تنته لدى أكثرهم، ليتحولوا بدورهم إلى «أبناء» يسيطر عليهم حنين جارف لشخص «مستحيل» لن يتمكنوا من تبادل «الإيميلات» معه، أو المسارعة للقاءات المعرض لأجله، أو حتى تبادل المكالمات الهاتفية.
لم تعرف ياسمين حمدى أبداً بكاتب يدعى أحمد خالد توفيق، الشابة ذات الـ16 عاماً لم تكن تذهب لأبعد من دروسها وبعض من الروايات الأجنبية، فجأة انقلبت الصفحة الرئيسية لحسابها فى موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: «لقيت كل اللى أعرفهم زعلانين عليه جداً، فى الأول اكتفيت بالدعاء له مع كل بوست أشوفه وخلاص مافهمتش إنه كاتب غير لما لقيت الصفحات الخاصة بالقراءة والكتب بتتكلم عنه وعن أعماله، يوتوبيا وشآبيب كانوا أول حاجات سمعت عنها وبعدين سمعت عن سلسلة ما وراء الطبيعة وباقى شغله».
لم تخطط الطالبة بالصف الثالث الإعدادى لأن تقرأ له، لكن الفضول قادها لتحميل رواية يوتوبيا عبر الإنترنت: «كان من باب التجربة، قرأتها حبيت أسلوبه، لكن ماوصلتش لدرجة الحب اللى شفتها، بعدها قرأت شآبيب، وعرفت إن دكتور أحمد خالد توفيق ده مش شخص عادى، عقليته مميزة جداً» هكذا تواصلت علاقة «ياسمين» مع الراحل عبر صفحاته: «الناس رشحت سلسلة ما وراء الطبيعة وكان عندى صاحبتى قرأتها، قلت أجرب فجأة لقتنى بقرأ اتنين فى اليوم واتعلقت بيها جداً، بدأت فيها نهاية أغسطس وحالياً فى العدد 62، لولا المدرسة والمذاكرة كنت خلصتها من زمان».
"ياسمين" قرأت 70 عملاً فى 7 أشهر: "أصبح الأحب إلى قلبى" و"أدهم" بدأ قراءة كتبه يوم وفاته: "شعرت بصدمة"
«أنا بعشقه مش بس بحبه، خلال السنة دى أصبح جوايا مشاعر كتير تجاهه، مقدرش أقول اسمه من غير دكتور، مقدرش حد يذكر اسمه من غير ما أبتسم لا إرادياً وأفتكر كل حاجة، بجد ندمانة على كل لحظة ماكنتش أعرفه فيها، كان نفسى أشوفه قبل ما يتوفى وأقابله وأقوله انت إزاى كده بجد مش شخص عادى زينا»، فى معرض الكتاب الأخير كافأت الشابة نفسها بـ«سر الغرفة ٢٠٧» و«قصاصات قابلة للحرق» و«فى ممر الفئران» و«مثل إيكاروس» تقول: «بقيت عارفة ومتأكدة إنى عمرى ما هاشتريله كتاب أو رواية ومايعجبونيش، البيت عندى كله عارف إن دكتور أحمد خالد توفيق ده شخص مقدس بالنسبة لى».
«بدأت قراءة للعراب فى نفس يوم الوفاة، أعلم الآن أن هذا كان من أسوأ ما يمكن أن يحدث، لأننى لن أتمكن من رؤية كاتبى المفضل وجهاً لوجه فى حياتى»، يتحدث أدهم رامى، 18 عاماً، قبل عام من الآن كان يدرس بالصف الثانى الثانوى، ولم يكن قد قرأ أبداً أى كتب أدبية، لكن ذلك الكتاب بيد شقيقه لفت نظره: «كان أخويا بيقرأ كتاب فى ممر الفئران، جالى فضول أقراه، أخدته وقريته فى يوم وخلصته وحسيت إنى معجب جداً بالكاتب، فتحت الإنترنت أدور عليه عرفت إنه اتوفى بمجرد ما خلصت قراءة كتابه، حسيت بصدمة شديدة، وأكتر فكرة سيطرت عليّا إنه ماعادش موجود عشان أقوله انت أول كاتب أقرا له فى حياتى».
تعليقات الفيسبوك