داخل الحقيبة 254 ألف جنيه، لا يعرف يوسف أي تفاصيل بشأنها، غير أنه عثر عليها، وأن عليه البحث عن صاحبها.
الرهبة تتملك الشاب الذي لا يزال يدرس بأحد معاهد التعليم العالي، ولذلك كان خيار الاتجاه إلى والده وإخباره بالأمر هو الأنسب، ليقرر الأب البحث عن صاحبها من خلال "فيس بوك"، ليتضح في النهاية أنها تخص رجلا باع أرضا لعلاج أخيه.
كان يوسف في أحد مشاويره الخاصة، حين استقل تاكسي إلى وجهته، وداخله عثر على الحقيبة، للحظات فكر الشاب في إخبار السائق عنها، لكنه خشي من تصرف السائق في محتواها، فقرر مباغتته بسؤال حول ما إذا كان يفقد شيئا فأخبره السائق بالنفي، وفي تلك اللحظة عاد الشاب الذي يعمل في مجال التصوير إلى منزله بالحقيبة: "أنا قلت لوالدي على اللي حصل وافتكرني بهزر، لكن لما فتحنا الشنطة وعدينا الفلوس طلعت 254 ألف جنيه، وحطيت نفسي مكان صاحب الفلوس".
بعض الأفكار راودت الشاب قليلا، لكنه قطعها جميعا بسرعة نشر بعض التفاصيل على عدد من الصفحات والمجموعات على "فيسبوك"، طالبا من الجميع مشاركة ما ينشره على صفحته بشأن الحقيبة: "دي كانت فكرة والدي، قال لي الفيس هو اللي هيرجع الفلوس دي".
عثر الشاب على المبالغ في الزقازيق، وعاد بها إلى المحمودية حيث يسكن، وحين وصلت الاتصالات إلى والده، كانت العلامات التي يخبره بها المتصلون لا تمت للواقع بصلة: "طبعا إحنا لا قلنا فيها كام ولا شكلها إيه، وجت اتصالات كتير بس اللي كانت ضايعة منه كان محدد بشكل أكد لنا على طول إنها بتاعته".
كان سامح قنديل والد يوسف، ينتظر إعادة ذلك المبلغ الكبير لصاحبه، ومع المبلغ بضعة فحوصات وأشعة طبية، حين أتاه اتصال من شخص أخبره بكل تفاصيلها: "وقال لي إني هلاقي مع الفلوس عقد بيع أرض، وطلع بايعها عشان أخوه المريض وعايز يجمعله فلوس عملية كبيرة" يحكي الرجل الذي كان سعيدا بتصرف ولده، ويعتبره طبيعيا وواجبا كذلك: "والراجل لما جه خد الفلوس كان عايز يدنيا حاجة بس إحنا رفضنا طبعا، وقولناله لو عايز فحوصات فإحنا نعرف أماكن ممكن تساعده بالمجان".
تعليقات الفيسبوك