ترنيمات على شاطئ الإنسانية
العتاب الجميل يطيل عمر الصداقة، فعاتب صديقك برفق وحاسبه بلين، وسامح بنية صافية، واترك باب المودة مفتوحاً، وتقبل الاعتذار كى تُعذَر، واعلم أن الصداقة الأصيلة ربما تمرض بفعل تعديات الواقع وهموم الدنيا ومشاكلها ومشاغلها، لكنها لا تموت، فهى مستوحاة من جميل الذكريات، فما أروع من صديق يستمع لك بكل حب ومودة، حتى ولو لم يغير لك فى الأمر شيئاً، يكفى أنك أخرجت ما فى صدرك لصديق مخلص على الأسرار يؤتمن، لا تخشَ الحسد فهو يقتل صاحبه: لا تهتم بمن يتربصون بك ولا تشغل بالك بمن يتحسسون أخبارك منتظرين أى تعثر لك فى أى جانب فى حياتك أو مشكلة أو ابتلاء، نعم هم يشمتون لا جدال فى ذلك، لكن ثق بأن شماتتهم لن تقدم ولن تؤخر، فأنت لا تدرى أن الله مبتليهم فى نفوسهم المريضة، حتى إنهم لا يشعرون بما لديهم، لكنهم أصروا على دوام النظر لما أنعم الله عليك به، ولو كان شيئاً بسيطاً، فقد لعب الشيطان بقلوبهم المريضة ونفوسهم الشحيحة، فصور لهم أنك أفضل منهم بما تملك من فضل الله فى الوقت الذى قلل فى أعينهم قيمة ما لديهم، ودائماً يعدهم الشيطان الفقر، فيزدادون حقداً وحسداً فدعهم وشأنهم ولا تبالى. والقيم والمبادئ والرحمة والتسامح والعدل كلها سمات إنسانية أكدت عليها الأديان.
ناصر خليفة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
تعليقات الفيسبوك