«يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك»، كلمات تغنى بها الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب فى حب الورود، وكل من يستمع إليها يتخيل جمال هذه المخلوقات ورائحتها العطرة، لكن السكندرية «أمل عابدين» تَعتبر شخصيتها الرومانسية أن الورد «لغة مباشرة وصريحة»، وألوانه «صادقة بين الأحباب».
بحثت «عابدين» عن ورود يمكنها أن تستمر مع دوام العلاقة بين المحبين، وبالفعل نجحت فى الوصول إلى محل وحيد فى العالم يبيع وردة يتم حقنها ببعض المواد لتعيش عاماً كاملاً بعض قطفها، يقتنيها الحبيبان فى بداية تعارفهما حتى تذبل تدريجياً بعد انتهاء عام من التعارف ويستبدلانها بأخرى، إلا أن السعر العالى جعل «أمل» تتراجع عن الفكرة، حيث يصل سعرها إلى 1700 جنيه بعد إضافة تكاليف الاستيراد.
لم تيأس «أمل»، بدأت رحلة بحث أخرى تستطيع بها توفير هذه الزهرة داخل مصر، حتى نجحت فى الوصول لـ«الزهرة الأبدية» بأسعار تناسب السوق المصرية، تبدأ من 115 جنيهاً لزهرة تقف فى كأس من الزجاج على قاعدة خشبية، وتم نحت ساقها بتعريجات حتى ينخدع كل من يراها فى مظهرها الذى يبدو كما لو كانت حقيقية.
تحلم بمنافسة "محال زهور لندن" من الإسكندرية
تحكى أمل ذات الـ29 عاماً لـ«الوطن»: «بحب الورد، وبيفرحنى شكله، ونفسى أقدر أحتفظ بيه من غير ما يدبل بسرعة، دورت على الزهور الأبدية Forever rose ولقيت إنها غالية قوى لو طبيعية، والفكرة بتعجب الناس بس مش بيقدروا يشتروها، فتواصلت مع مصنع فى لندن بيعمل ورد طبق الأصل أنا نفسى انخدعت فيه وافتكرته طبيعى، فاشتريت منهم ورُحت لنجار عمل قاعدة خشبية، ورُحت مصنع زجاج علشان يعمل كاسة التقديم، وبجمع المكونات وأغير لون الوردة على حسب شخصية اللى هياخدها، ومع الوقت لقيت الفكرة عجبت ناس تانية وطلبوا منى أعملهم».
الورد الاصطناعى ليس بصناعة جديدة، لكن الخامة التى تحرص أمل على اقتنائها تكسب ورودها مظهر «الوردة الأبدية» المعروف فى دول العالم، التى تختص ببيعها العاصمة البريطانية لندن، حيث تستوردها ابنة الإسكندرية مصنوعة من الجلد المُعرَّق، وليست من القطيفة كما هو معتاد، وتعمل على إضافة إضاءات داخلية تزيد منظرها بهاءً، كما أنها اختارت القاعدة الخشبية وشكل الكأس الزجاجية الأسطوانى كى يلائم المظهر الطبيعى، ثم عندما لمست ارتفاع سعر المقاسين اللذين تقدمهما «230 جنيهاً للكبير والوسط 180 جنيهاً» سارعت بالتواصل مع المصنع البريطانى، وأرسلت إليه تصاميم لحجم أصغر يتم صنعه خصيصاً بناءً على رغبتها، وقد لاقى إقبالاً كبيراً بين عملائها.
كل هذا الشغف مجرد هواية لدى «أمل»: «الموضوع هواية ومبسوطة وأنا بعمله ونفسى يوصل لكل الناس، وأضفت ألوان جديدة زى الأزرق والأسود، اللى بيهمنى الإحساس يوصل، وبقدمه مش تجارة إنما بسعر التكلفة، لأن عندى شغل تانى كمدرسة إنجليزى».
10 أيام هى الفترة التى تستغرقها «أمل عابدين» لتوصيل الوردة الأبدية إلى من يطلبونها، حيث تصل إليها من لندن خلال أسبوع، تكون قد أعدت القواعد والكؤوس، ثم تقوم بتلوينها وتجميع الأجزاء معاً، ثم إضافة لمسات فنية تناسب ظروف تقديم الهدية وطبيعة العلاقة بين الهادى والمُهدى إليه، ثم يوم لتسليمها يداً بيد أو من خلال شركة شحن «بنزل أسلم الوردة للناس بنفسى، ولو فى محافظة تانية بفضل أتابع مع شركة الشحن علشان يحافظوا عليها».
عروض من محال هدايا ومكتبات بعوائد مادية كبيرة تتلقاها ابنة العشرين لعرض الـ Forever Rose التى تبيعها فى أفرع هذه المحال، لكنها تخشى أن ينال التغيير من تحفتها الفنية، التى تضيف إليها جزءاً من روحها، وذلك بهدف إرضاء الزبون لمجرد تحقيق الربح فقط، لتأمل أن يصبح لديها محل يحمل Forever Rose، وهو اسم محل لندن نفسه، وتعرض فيه الورود بالطريقة التى تفضلها وبالسعر المناسب لكل شخص يحب أن يُعبر عن مشاعره للآخرين، أو حتى يقتنيها لنفسه، بعد أن فشلت هى نفسها فى الحصول على واحدة فيما مضى لندرة وجودها فى مصر.
تعليقات الفيسبوك