أعلنت حديقة حيوان الجيزة، أمس، نفوق آخر أنثى وحيد قرن أبيض فى الشرق الأوسط، الملقبة بـ"زيزي" لتقدمها فى السن وتجاوزها العمر الافترضى بعد تجاوزت الـ54 عاما.
واتخذت الحديقة الإجرات اللازمة للتعامل مع الحيوانات النافقة، لتحنيطها، والاحتفاظ بها داخل المتحف الحيوانى.
الدكتور رشاد رحيم مدير عام حدائق الحيوان والأسماك، قال لـ "الوطن" إن أنثى وحيد القرن نفقت فى سن الـ55 من عمرها بسبب الشيخوخة، موضحاً أن العمر الافتراضى لحيوان وحيد القرن فى الأَسْر 40 عاما، وقد تجاوزت "زيزى" هذا السن فى الحديقة بسبب العناية الفائقة بها، ما جعلها مقصدا للعديد من الزيارة العلمية والمنظمات الدولية التى تأتى إليها بصفة مستمرة كل 6 أشهر لمتابعتها، ومعرفة سبب بقائها 15 سنة زيادة على عمرها الافتراضى.
وأرجع "رحيم" ذلك إلى العناية الطبية التى يلقاها الحيوان فى الأسر، بخلاف الحيوان الذى يعيش فى الطبيعة.
وأضاف أن "زيزى" استقدمت من حديقة حيوان هولندا عندما كانت فى السنة الـ2 من عمرها، وعاشت فى حديقة حيوان الجيزة أكثر من 50 عاما، وتنتمى إلى فصيلة وحيد القرن الرمادى المعرض للصيد بكثرة، بسبب قرنه الضخم الذى يستخدم فى الأدوية الطبية وخاصة المنشطات الجنسية للرجال، وهى ليست مهدده بالانقراض.
واستطرد أنه في الفترة الأخيرة تعرضت "زيزي" لحالة ضعف ونحافة شديدة، إلى درجة أنه لم نجد بها "عضل" للحقن، بسبب الشيخوخة،: "كنا بنحط لها العلاج فى العلف" وتم استقدام أطباء للاعتناء بها من جامعة القاهرة وقناة السويس.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن وحيد القرن، حيوان فى غاية الشراسة والقوة، حيث يتم التعامل معه عن بعد من قبل الحراس والأطباء الذين فى الغالب ما يعالجوه باستخدام مسدسات الهواء والأسهم لإعطائه العلاج، أو تخديره للتعامل معه بشكل مباشر أو خداعِه بوضع أقراص الدواء "في قلب الجزر والبطاطس".
وأوضح أن الإدرة البيطرية للحديقة اتخذت على الفور، الإجرات اللازمة لحفظ الجثة من التعفن، والاستعداد لتحنيطها، لعرضها في المتحف الحيوانى، فى وقت لاحق.
وكشف عن أنهم سيستخرج من "زيزى" النافقة، حيوانين محنطين، "هناخد الجلد وندبغه ونركب له هيكل حديد ويتعرض فى مكان، وهنحط الهيكل العظمى ويتعرض مع هياكل الحيوانات الأخرى"، لافتا إلى أن عملية التحنيط ستستمر لمدة شهر، بتكلفة حوالى 8 آلاف جنيه.
أما عن التزواج والتناسل، فقال "رحيم" أن وحيد القرن من الحيونات الكسولة والضعيفة جنسياً نظراً لضخامة حجمه، كما هو الحال بالنسبة للفيل والزرافة، لذا لا يوجد خطر من انعزالهم ومعيشتهم منفردين فى الأسر، موضحاً أن وحيد القرن يحتاج إلى مكان فسيح لعملية التكاثر والانجاب التى قد تستغرق 5 سنوات، بما فيها 18 شهر حمل.
وأكمل: كان من الصعب أن تتكاثر "زيزى" فى الأسر، لصغر المساحة المخصصة لها، ولأن لكل حيوان سلوك معين فى الجنس والتناسل لا بد من توفيره.
وأوضح "رحيم" أن وحيد القرن ينقسم إلى 3 أنواع منها: الخرتيت الأبيض الذى انقرض منذ فترة، وخرتيت الكونغو الذى انقرض بسبب صيده الجائر نظراً لاستخلاص مادة منه يعتقد البعض أنها تعطى القلب الشجاعة، وهناك الخرتيت الأسمر الذى يعد على حافة الانقراض وهناك اتجاه للمحافظة عليه.
وقال: أما الخرتيت الرمادى الذى تنتمى إليه "زيزى" فهو موجود فى العالم بكثرة، لكن هناك صعوبة فى استقدامه إلى مصر: "محدش بيتاجر فيه لصعوبة التعامل معه، وبالتالى صعب يكون فيه بديل للخرتيت فى الحديقة"، لافتاً إلى أنه يعيش فى الغابات ويتم صيده بطريقه معينة ويحتاج إلى تفاوض حكومى لدخوله مصر.
وأضاف أن حديقة الحيوانات تخطط لجلب حيوان يتناسب مع المساحة المحددة للخرتيت النافق، كبديل له، إلا أنهم فى انتظار التجهيزات الخاصة التى تتلائم مع استقدام حيوانات جديدة: "زمان مكانش فى معايير لجلب حيوانات من أى دولة لكن الحديقة دلوقت غير ملائمة للعصر الحديث، خاصة مع وجود نظرة إنسانية أعلى فى التعامل مع الحيوانات، وتطبيق مبدأ مفيش كائن يستمتع على حساب الآخر".
تعليقات الفيسبوك