بعد وفاة الأب، يضطر الابن أخذ مكانه حتى وإن كان سنه صغيرا، ليصبح "رجل البيت" في ليلة وضحاها، يحاول بعدها تعويض غيابه بمساعدة والدته ومساندة أشقائه، فدوره الإيجابي في المنزل له تأثير كبير عليهم.
غياب والد محمد حسن (29 عامًا) منذ أكثر من 7 أعوام، كان حمل كبير وشديد عليه وفقا لوصفه، سواء من اتجاه شقيقه الوحيد أو لوالدته: "دايما لازم احسس اخويا الأصغر مني أن بابا موجود واني سنده وأي حاجة محتاجة تتعمل بالشكل اللي لو بابا كان موجود كان عملهاله".
أما والدته فيحاول تعويضها بوجوده معها والحديث معها كثيرا ودائما يكون على تواصل معها حتى خارج المنزل من خلال الاتصال بها وقضاء مشاويرها وتحديد مصروف المنزل: "ولو تعبانة تلاقي حد جنبها بيساعدها وبحاول اوفق بينها وبين شغلي وخاطبتي واصحابي".
وتذكر محمد إصابة والدته لمرض جعلها لا تستطيع الحركة لعدة أشهر فحاول حينها على قدر المستطاع بتعويضها عن غياب والده وعن عدم وجود ابنة لها: "كنت بعملها كل حاجة بوصلها للحمام واجيب اكل من برا أو اطبخ أنا مكنش فارقني أي حاجة غير أنها تبقى كويسة".
فيما واجه حسين أحمد (30 عامًا) معاناة كبيرة بعد وفاة والده منذ نحو 14 عامًا، حينها كان لايزال في ثانوية عامة ولديه ثلاث فتيات ووالدته، ليتفاجأ رغم صغر سنه أنه عليه الحديث مع والدته في أمور لم يكن يحسب لها: "بابا لما مات مكناش عارفين كان ممشي الدنيا إزاي وبيدفع أكثر من قسط إزاي فلاقينا نفسنا مديونين فبقيت مع والدتي وأخواتي راجل البيت وتحول الأمر من واحد كل همه المذاكرة والخروج لإزاي يبقى سند".
"طول الوقت مكونتش عايزة احسس أمي بغياب بابا".. وصف حسين الذي حاول بكل الطرق مشاركة والدته في كل شيء التي تقول لها دائما: "انت نسخة من أبوك وهو ده اللي مصبرني"، هذه الكمات بالنسبة للشاب الثلاثيني تجعله ينسى كل المسؤوليات، كما أنه استطاع هو وأمه أن يزوج أشقائه الثلاثة.
كون محمود محسن (35 عامًا) لم يستطيع ترك والدته بمفردها بعد وفاة والده من نحو 10 أعوام فلم يتزوج حتى الآن: "مفيش واحدة بتوافق تعيش معانا وأنا مش قادر اسبها لوحدها لأني ابنها الوحيد"، رغم أنه يمتلك شقة أخرى لكن خوفه عليها من الشعور بالوحدة يجعله برفض الابتعاد عنها.
ويجد الشاب الثلاثيني، أنه سعيد في حياته بسبب وجود والدته بجانبه وأنه يحاول دائما تعويضها عن غياب والده وخاصة أنهما تزوجا عن قصة حب كبيرة: "الفراق وحش والدتي تعبت جدا بعد غيابه فمش هقدر أني اتعبها تاني وابعد عنها واكيد هتيجي واحدة ترضى بحياتي وبرده هتبقى غالية عندي".
تعليقات الفيسبوك