لم يكن عمرها يتجاوز الـ 10 أشهر عندما تعرضت لارتفاع في درجة حرارتها، تسبب في إصابتها بعدم استطاعتها على الكلام وضعف السمع، ورغم صعوبة الأمر على أسرتها، إلا أنهم رفضوا الاستسلام للأمر، وقرروا جعل "هداية عثمان" ابنتهما فتاة متميزة عن الآخرين.
وبعد اتمامها العامين، اصطحابها والديها إلى الحضانة الخاصة بمثل حالتها وللتخاطب حتى تتعلم كيف تخرج الحروف، حين جاء ميعاد المدرسة رفضت الوزارة من التحاقها بمدرسة حكومية لظروف تعرضت له في الاختبار منعتها من قبولها: "رفضت اوديها مدرسة اشارة طبعا، ودخلتها مدرسة خاصة سنة وبعدين رجعتها تاني للحكومي اللي كنت مقدمة فيها واتقابلت"، وفقا "لأم محمد " والدتها.
مرت أعوام كثيرة على تفوق هداية البالغة من العمر 21 عامًا، وحصولها دائما على المركز الأول سواء في أي مسابقة تابعة للمدرسة أو في دراستها ويشيد بها كل المدرسين وبعد مرور أعوام اضطرت للالتحاق بثانوي صنايع لرفض دخولها ثانوي عام: "كان نفسها تبقى مهندسة أوي بس منفعش تدخل غير صنايع".
واستطاعت هداية التي تستطيع فهم حركات الشفاة، أن تكون الأولى على الجمهورية في ثانوي صنايع وتم حصولها على عدة جوائز وتكريمها من مجلس الوزراء، والتحقت بكلية تربية نوعية: "وكانت من أول الناس اللي يقبلوا تدخل كلية حكومية مكنش ليهم غير معاهد خاصة، وعقبال ما اخدنا القرار من الوزارة واتفعل كان قبل امتحان الترم بـ 20 يومًا"، ولكنها تمكنت من الحصول على تقدير جيد جدا في أول عام، أما ثاني وثالث عام حصلت على امتياز وهي الآن تدرس في أخر عام من الدراسة.
وتفوق الفتاة العشرينية التي قررت عمل كتاب خاص لضعاف السمع يحتوي حروف اللغة العربية والإشارات الخاصة بها بالصور بعد أن طلب منها في الكلية تنفيذ شيئا عمليا قائلة لـ "الوطن" من خلال والدتها: "لما روحت تدريب عملي لاقيت ضعاف السمع في أعدادي وثانوي مش بيعرفوا يقروا ولا يكتبوا اتعصبت جدا وزعلت جامد لأنه بيبقى اهمال من المدرسة ومن ولي الأمر، فقولت اعمل الكتاب ده عشان يجذبهم ويحبه التعليم".
ولاقى كتابها إعجاب جميع الأساتذة في الجامعة وفقا لوصف "أم محمد": "بيقولوا أنه حلو جدا والمفروض يأخذ كمنهج ليهم في المدرسة" كما تتمنى هداية أن يصل كتابها لكل من يحتاجه، وأن يتوفر للجميع المصابين بضعف السمع والكلام حتى يستطيعون القراءة والكتابة.
تعليقات الفيسبوك