يدوي جرس الهاتف بداخل الكشك بينما تنشغل يديه بتجهيز باقات الورود بالخارج، لا يصدق أذنه، فيسارع لالتقاطه من أجل الرد لكن الجرس يفوته سريعا، هكذا يمسك بهاتفه الشخصي ليعاود الاتصال بالرقم ويسمع: "حضرتك اتصلت بمحل ورد؟ تحت أمرك يا فندم" بينما يخفق قلبه في انتظار "الأوردر" مع خشية شديدة أن يكون "الرقم غلط".
هذا هو الحال مع رأفت سعيد، العامل بكشك الورد الملاصق للسور الذي تمت إقامته على الناصية بشارع إسماعيل محمد في الزمالك، من أجل إنهاء أعمال حفر المترو، بدأ كل شيء قبل شهرين، ليتحول الشارع الحيوي، إلى حالة من السكون أصابت اثنين من عمال الكشك دون سابق إنذار.
يقول: "كنا أربعة شغالين دلوقتي معادش غير اتنين للأسف، مفيش شغل خالص من ساعة لما الدنيا اتقفلت علينا ما بيشتريش مننا غير اللي ماشي على رجله بعد ما كان معظم شغلنا مع اللي راكبين عربيات وعندهم مناسبات معديين على السريع".
مشكلة أثارت تعاطف الجيران الذين رقوا لحال الكشك الصغير، فيروي: "جارة جمبنا معجبهاش الحال اللي وصلنا له، قررت تخاطب الناس من سكان الزمالك إنهم يشتروا مننا ولفتت نظرهم لينا ولمشكلتنا اللي مش عارفين هاتستمر قد ايه".
"جيراني الأعزاء مش عايزين ننسى ضحايا المترو، محل الورد دا اختفى تماما من الشارع والراجل حاله وقف خلينا ننفعه عشان يقدر يكمل" هكذا شاعت رسالة بين سكان المنطقة، سرعان ما لاقت استجابة من بعض السكان "، في المجتمعات المتحضرة أماكن مثل ذلك الكشك تحصل على تعويضات نظير الخسارة التي حلقت بهم جراء أعمال البنية التحتية" قالتها سيلينا مراد، فيما لفت عمر شريف إلى كشك مقابل انحجب هو الآخر عن الرؤية، مطالبا بإحصاء الأكشاك المتضررة من الأعمال من أجل مساعدتهم بالشراء منهم، صباح خليل قررت مشاركة رقم وعنوان المحل عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من أجل دعوة المزيد من الجيران للمساعدة "ساعدوهم بشراء الورد منهم".
تعليقات الفيسبوك