يلقَّبون بـ«صُنّاع السعادة» لأنهم وهبوا حياتهم لخدمة الآخرين وإدخال الفرحة على قلوبهم بطرق مختلفة، فى اليوم العالمى للسعادة الذى يوافق 20 مارس من كل عام التقت «الوطن» بهؤلاء الذين يشغلون أوقاتهم فى إسعاد الآخرين ومنهم فيكتور لويس، 46 عاماً الذى وجد سعادته فى التردد على المستشفيات الخاصة لعلاج الحروق، ليهوِّن على المرضى آلامهم، طرَق أحد أبواب عمل الخير بالصدفة: «كان يوم عيد، لقيت نفسى أنا وزوجتى نفسنا نعمل نشاط مختلف ونجدد حياتنا، قررنا نعمل تجربة جديدة وندخل أحد مستشفيات الحروق، ومن هنا كانت البداية».
على مدار الـ4 أعوام الماضية، تجوّل «فيكتور» بين المستشفيات برفقة زوجته يوزع على المرضى بالونات وقطع الحلوى، وأحياناً يقدم لهم بعض اللعَب وملابس: «باروح المستشفيات خلال فترات الأعياد وزوجتى معايا، الناس بتستغرب إنى مسيحى وباشارك المسلمين فرحتهم بالعيد، لكن إحنا واحد».
لم يقتصر دور «فيكتور» على تنظيم حفلات يُسعد بها مرضى الحروق، لكنه يقوم بإعلاء الجوانب النفسية والروح المعنوية داخلهم ومنحهم طاقة إيجابية: «باخد معايا ناس تعافت وأكملت شفاءها، تتكلم عن رحلة العلاج، وإزاى قدروا يتجاوزوها عشان أبث فيهم الأمل من جديد».
مهمة إدخال الفرحة، بحسب «فيكتور»، وطّدت أواصر الوحدة الوطنية فى نفسه: «باتعامل مع مستشفى الجمعية الشرعية للسنّة المحمدية، إحنا كلنا إخوات بجد، المستشفى بيستقبل حالات لمسيحيين، وأنا باعمل اللى بقدر عليه مع النزلاء المسلمين، الموضوع عامل حالة حلوة، كلها بهجة وسعادة وحب للحياة». ويُعد طبق «الأرز باللبن» أكثر الوجبات التى تُدخل السعادة على قلوب مرضى الحروق بحسب قوله: «بتخليهم مبسوطين جداً لأنه بيكون بارد بينعشهم».
«فاقد الشىء أكثر شخص قادر على إعطائه»، جملة تعبّر عن حالته، محمد راتب، على الرغم من حالة الوحدة التى يعيشها بسبب انفصال والديه، فإنه قادر على تقديم بعض العروض الترفيهية للأطفال الأيتام: «باعشق المسرح والعرائس، باروح أعمل عروض للأطفال بيتبسطوا بيها وبترسم السعادة على وشهم». عرائس الماريونيت هى السلاح الذى يستخدمه «راتب» لمحاربة أحزانه: «الواحد ممكن يكون مليان هموم ومشاكل لكن أول ما بيكون وسط الأطفال بينسى نفسه ومشاكله ومش بيفتكر غير إزاى يقدر يرسم الابتسامة على وجوههم».
«أتيليه السعادة»، فكرة مصطفى السناوى لإسعاد الفتيات اللاتى يعشن ظروفاً اقتصادية صعبة. منذ عام ونصف بدأ بتقديم الفساتين للفتيات المقبلات على الزواج مجاناً: «من أول ما طرحت الفكرة تعاون معايا فيها مصممين فساتين وفوتوجرافر وميك أب أرتست، وأى حد عنده هدوم وفساتين زيادة، ماكنتش متوقع كده فى البداية».
«عمل الخير يجلب الخير»، أكثر الجمل التى يؤمن بها «مصطفى»، يقوم أيضاً بتنظيم زيارات مع أصدقائه لدور المسنّين لإسعادهم فى المناسبات المختلفة: «بنروح فى المناسبات زى عيد الحب وعيد الأم لدور المسنّين، نقعد معاهم ونتكلم، فيه كتير منهم مش بيزورهم أهلهم، بنوزع عليهم ورد وهدايا رمزية، هما بيفرحوا بالسؤال والكلام معاهم أكثر من الهدية، الاهتمام ده أكتر حاجة بتبسط البنى آدم».
تعليقات الفيسبوك