وجوه بلا أعين وأياد مشوهة، للوهلة الأولى تبدو وكأنها صور حقيقية لأشخاص تعرضوا لحادثة مأساوية، لكنها ليست إلا نوع من المكياج السينمائي يسمى SFX Makeup، يُستخدم لتنفيذ الخدع السينمائية وأفلام الرعب.
ظهر مؤخرا شباب وفتيات يجيدون تنفيذ ذلك، مستخدمين أدوات بسيطة، كالفازلين والقطن والدقيق وبعض الألوان، لتخرج في النهاية عمل فني أقرب إلى الواقع ومماثل لما نراه في أفلام الرعب الأمريكية التي تستهوي بعضنا وتثير فضولنا.



ضياء الكومي، طالب ثانوية عامة بالغ من العمر 17 عاما، من محافظة البحيرة، يروي لـ"الوطن" أنه بدأ تعلم الـSFX وحده بسبب عدم وجود أي وسائل تعليمية لهذا المجال في مصر.
يضيف الكومي: "عجينة الـWAX اللي بستخدمها في تشكيل الجرح أنا اللي عاملها بنفسي، ممكن تكلفني 5 جنيه، بتتباع برا بـ20 دولار (340 جنيه)".
يحاول الكومي استثمار موهبته وفنه من خلال المشاركة في بعض الأفلام القصيرة ونشر بعض المقاطع التعليمية عبر موقع "يوتيوب"، متمنيا أن يلتحق بكلية الفنون الجميلة حتى يصقل موهبته بشكل أفضل.



"كان عندي فوبيا من الدم والموضوع كان بيتعبني جدا"، هكذا بدأت رغدة نبيل، ذات الـ22 عاما، حديثها لـ"الوطن" عن رحلتها في هذا العالم، إذ عثرت بالصدفة على مقطع فيديو عبر يوتيوب لجرح مزيف فأثار ذلك فضولها وبدأت بمشاهدة مزيد من الفيديوهات حول الـSFX لتتعرف أكتر عليه.
تقول رغدة، التي تدرس في كلية الإعلام شعبة اللغة الإنجليزية: "فضلت احوش واجيب المواد واحدة واحدة من أمريكا ودلوقتي بدور على فرصة شغل في الخدع السينمائية، بعمل ماسكات وجروح وحروق ورسم على الوش، وبطور من نفسي، ولو حاجة عملتها مش قد كده بعيدها لحد ما تبقى مظبوطة".
تستنكر الشابة صاحبة الـ22 عاما، ما تتعرض له على السوشيال ميديا من انتقادات وسب "بحاول أفهمهم إن ده نوع من أنواع الفن وحاجة صعبة، والحاجات دي بيشوفوها في الأفلام والمسلسلات، يبقى ليه الهجوم؟".


ما يدفع الكثيرون للخوض في هذا المجال هو الفضول، فالطالبة سلمى النحوي دخلت هذا العالم من هذا الباب "كنت عايزة أعرف بيعملوا الخدع إزاي في السينما، لحد ما دورت على النت وعرفت أن اسمه SFX Makeup".
تطور سلمى، صاحبة الـ19 عاما، بحسبما ذكرت لـ"الوطن"، من موهبتها باستمرار، حتى تستطيع العمل بها في الخارج بسبب عدم الاهتمام بـSFX في مصر.
تصنع "النحوي" أدواتها بنفسها في المنزل، من دقيق وفازلين وجيلاتين وغراء وألوان طعام "الأدوات الاحترافية غالية ومش موجودة في مصر أصلا"، محاولة أن توعي الآخرين بأن الـSFX يخدم صناعة السينما "الناس بتشوفها قرف وناس بتقولي حرام وناس بتقولي هتستفيدي إيه من كده؟".



"بحب الرسم جدا وبحب أفلام الرعب، كنت عايزة أرسم بطريقة مختلفة عن القلم والاسكتش".. بتلك الكلمات لخصت أمنية أحمد، لـ"الوطن"، كيف دمجت بين موهبة الرسم وحبها لما تراه في أفلام الرعب، ورغبتها في تطوير موهبتها لتستطيع العمل في المجال بعد التخرج.
تذكر أمنية، طالبة الصف الأول الثانوي البالغة 15 عاما، أنها تستخدم مختلف المواد لتنفيذ أعمالها، بين "فاونديشن" و"كنتور" مع دقيق وفازلين وقطن "أتمنى ألاقي المواد اللي هتساعدني على إبراز أعمالي بشكل أفضل".
تعليقات الفيسبوك