موجات كبيرة من الفيضانات والسيول ضربت عددا من الدول الأوربية والعربية والأفريقية، الآونة الأخيرة، بسبب التغيرات المناخية نتيجة الانحباس الحراري، كما أعلن خبراء ومتخصصين في المناخ، كان آخرها ما يحدث في إندونيسيا حاليًا.
وتسببت الفيضانات التي شهدها إقليم بابوا الإندونيسي بمقتل ما لا يقل عن 42 شخصا، حيث قال مسؤولون إن عشرات أصيبوا أيضا جراء الفيضانات، كما تضررت عشرات المنازل، مرجحين زيادة عدد الضحايا.
نبراسكا
وقال خبراء الأرصاد الجوية في الهيئة الوطنية للطقس ومركز توقعات الطقس: "الفيضانات الكبرى في مراحل قياسية حاليا، وبعض السدود انهارت لذلك غمرت الفيضانات بلدات.. وقد ارتفع منسوب مياه نهر ميزوري، مع توقع بارتفاع منسوب المياه أربع أو خمس أو ست أو سبع أقدام فوق أعلى منسوب بلغته على الإطلاق".
وضرب "إعصار القنبلة"، ولاية "نبرسكا"، وجاءت الفيضانات عقب إعصار شتوي عنيف ضرب السهول الوسطى، الأسبوع الماضي، قادما من جبال روكي في الغرب، ودمرت الفيضانات متاجر وبيوتا وأطاحت بقطاع كبير من جسر طريق سريع.
وغمرت المياه مناطق واسعة من الولاية نبراسكا والسهول الوسطى، بعد عاصفة عاتية تسببت في فيضانات تاريخية على طول نهري ميزوري وبلات، تسببت في وفاة شخصين وتدمير منازل.
وتوقعت هيئة الطقس الوطنية استمرار الفيضانات الخطيرة حتى الغد في نبراسكا وفي جنوب ووسط غرب أيوا، لا سيما على طول نهر ميزوري.
وقال مايك وايت، المتحدث باسم وكالة إدارة الطوارئ في نبراسكا، إن الفيضانات منتشرة على نطاق واسع في الثلث الشرقي من الولاية، مضيفا أن شخصان لقيا حتفهما في الولاية هذا الأسبوع بسبب الفيضانات.
كما تسببت الأمطار الغزيرة في إفاضة مياه نهر في شمال ولاية كاليفورنيا الأميركية، الشهر الماضي، وترتب على ذلك إجلاء آلاف السكان من المنطقة، وحذرت السلطات من أن أي شخص يتخلف قد يعلق هناك، ونفس الإجراء اتخذ في مقاطعة سونوما، التي تبعد نحو 110 كيلومترات شمالي سان فرانسيسكو، أوامر الإجلاء، بسبب فيضان نهر الروسي.
وشملت أوامر الإجلاء أكثر من 20 تجمعا سكنيا تمتد لعشرات الأميال بطول النهر، بينها غرينفيل التي يقطنها أكثر من 4500 شخص.
باكستان
كما تعرضت باكستان لموجة كبيرة من الأمطار والفيضانات المفاجئة، وأمطارا شتوية غزيرة، أودت بحياة 12 شخصا في مناطق جنوب غربي ووسط البلاد.
وكشفت "الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث"، أن هناك قرى مغمورة بالفيضانات بالقرب من مدينة لاسبيلا جنوب غربي البلاد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وتضرر 200 عائلة.
وفي وسط باكستان، قتل تسع أشخاص في ثلاث حوادث شهدت انهيار أسقف منازل بسبب الأمطار، كما تتسبب الأمطار الموسمية في حدوث انهيارات أرضية متكررة وفيضانات مفاجئة في باكستان، ما يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى وإلحاق أضرار بمحاصيل ومنازل.
إندونيسيا
كما تسببت الفيضانات التي شهدها إقليم بابوا شرق إندونيسيا في مقتل ما لا يقل عن 42 شخصا، وأصيب العشرات، كما تضررت عشرات المنازل، مرجحين زيادة عدد الضحايا.
كما تسببت أمطار غزيرة في منطقة سينتاني القريبة من جايابورا، عاصمة الإقليم، في إصابة 21 شخصا بجروح.
وقال سوتوبو بوروو نوغروهو، المتحدث باسم الوكالة الوطنية لمكافحة الكوارث، إن عشرات المنازل تضررت بسبب الفيضانات.
البرازيل
ومنذ حوالي أسبوع ضربت موجة من الفيضانات جنوب شرق البرازيل، الذي أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل وأصيب 6 آخرون، جراء فيضانات سببتها أمطار غزيرة في مدينة ساو باولو البرازيلية.
كما تسببت الأمطار الغزيرة في ارتفاع منسوب مياه الأنهار في المنطقة.
من جانبها، دعت السلطات البرازيلية السكان في مدينة ساو باولو إلى البقاء في منازلهم.
دول أفريقية
كما شهدت في الساعات الأخير عددا من الدول الأفريقية عدة فيضانات كبرى، حيث لقي 113 شخصًا على الأقل مصرعهم في زيمبابوي وموزمبيق المجاورة، خلال المرور المدمر للإعصار الاستوائي "إيداي".
وارتفعت حصيلة القتلى في شرق زيمبابوي إلى 65 قتيلاً، فيما أعلنت موزمبيق مصرع 48 شخصًا في وسط البلاد حيث مر الإعصار، وتسبب فى فيضانات وكان مسؤولون بالأمم المتحدة، أعلنوا اليوم أن ما يقرب من 150 شخصًا لقوا مصرعهم في كل من موزمبيق ومالاوي وزيمبابوي جراء الإعصار العنيف الذي ضرب الدول الثلاث.
وتسبب أيضًا في فقدان مئات الأشخاص وتقطع السبل بعشرات الآلاف ممن عزلهم عن الطرق والهواتف في المناطق الريفية والفقيرة بشكل رئيسي.
ولا يزال العشرات في عداد المفقودين في وسط موزمبيق وشرق زيمبابوي بعد مرور الإعصار، الذي صاحبته رياح عاتية وأمطار غزيرة وفيضانات دمرت جسورًا وجرفت منازل في البلدين.
موزمبيق
مالاوي
زيمبابوي
فرنسا
كما شهدت عدد من المقاطعات فى فرنسا الكثير من الفيضانات فى نهاية 2018.
إسبانيا
ألمانيا
الكويت
ففي نهاية عام 2018 شهدت الكويت موجة من الأمطار الغزيرة والسيول، ما أدى إلى إلحاق الضرر بممتلكات المواطنين والمقيمين.
السعودية
ونفس موجة السيول غزت المملكة العربية السعودية، نهاية 2018.
قطر
وخلفت موجة سيول شهدتها قطر أيضا بعض الخسائر البشرية والمادية، إذ تسببت تسبب في غرق عددا كبيرا من السيارات والمنازل، وجُرفت العديد من الطرقات وسببت انهيارات أرضية، كما دخلت مياه السيول الى المستشفيات والجهات الحكومية والمطار.
وقال الدكتور هشام عيسي، رئيس الادارة المركزية للتغيرات المناخية في وزارة البيئة سابقا، إن كل ما تشهده الدول العربية والأوربية والأفريقية من أمطار وسيول وفيضانات جاءت نتيجة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري.
وأضاف "عيسى"، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن كل هذة التغيرات ترجع للأنشطة الصناعية التي بدأت مع الثورة الصناعية منذ 300 سنة، حيث تسببت أدخنة المصانع والمواد الكيمائية الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري فى تكوين طبقة عازلة حول الأرض، كانت السبب فى حدوث هذا الاحتباس الحراري، وكل هذا ترتب عليه كثير من التغيرات المناخية حول العالم، حيث طالت التغير ذوبان الثلوج فى القطبين الشمالي والجنوبي، وارتفاع منسوب المياه فى الأنهار والبحار، وغرق العديد من المدن والقرى نتيجة السيول الشديدة.
وتابع: "جزء كبير من الأمطار التي أصبحت تنزل سنويا على دول الخليج العربي، تأتى من هضبة الحبشة في أثيوبيا، وذلك بسبب تغير اتجاهات الرياح وشدتها، إضافة إلى ارتفاع الحرارة الشديدة في الصيف وانخفاضها بشدة في فصل الشتاء".
تقرير أممي
وكشف تقرير أصدرته الأمم المتحدة، السبت الماضي، أن تخفيض الانبعاثات المحددة في "اتفاق باريس" لن تكون كافية لمنع ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي، ويمكنها أن تؤدي إلى تغير مناخي "كارثي"، كما أن درجات الحرارة في القطب الشمالي سترتفع "حتى لو استوفى العالم المعايير المدرجة في اتفاق باريس المناخي".
وأفاد التقرير بأن درجات الحرارة ستواصل في الارتفاع بمقدار 3-5 درجات مئوية بحلول عام 2050".
كما أعلنت منظمة "كريستيان إيد" البريطانية، أن إجمالي تكلفة الخسائر الناجمة عن التطرف المناخي في العالم عام 2018، بلغت نحو 100 مليار دولار، كما تسببت في خسائر بشرية لا تعوض، وفقا لتحليل للتطرف المناخي العالمي هذا العام، وأبرزت المنظمة، أكثر 10 حالات تطرف مناخي من حيث التكلفة، بدءا من الجفاف في أستراليا.
تعليقات الفيسبوك