في نوفمبر الماضي، أثار الرئيس عبدالفتاح السيسي لأول مرة بمنتدى شباب العالم في جلسة "كيف نبني قادة المستقبل؟"، مشكلة السمنة والوزن الزائد، نظراً للعقبات التي تسببها للشباب.
وقال رئيس الجمهورية: "الشاب أو الشابة مش هيقدر يدي ووزنه زيادة، الولاد والبنات في الجامعة لازم وزنهم يقل، دول أولادي، وعايز ولادي ينظر لهم بالبنان، نص الوزن عايز يتشال".
وأثار حديث الرئيس جدلا على وسائل التواصل الاجتماعي، أعقبه موجه سخرية كبيرة، لكن ذلك لم يمنع الرئيس من فتح هذه المشكلة للنقاش مرة أخرى أثناء عرض نتائج المسح الطبى لمبادرة "100 مليون صحة"، خلال افتتاحه عددا من المشروعات، وأشار إلى أن أصحاب الأوزان الطبيعية يقدرون بـ25%، والباقي يعانون السمنة وزيادة الوزن، ونظراً لخطورة الوزن الزائد للشاب طالب "الرئيس" المجتمع ومؤسسات الدولة بالتدخل للمساهمة في حل تلك المشاكل.
حديث الرئيس السيسي عن السمنة والأوزان الزائدة ليس بدعة كم صورها شياطين "السوشيال ميديا"، إذ خاضت الكثير من دول العالم حربا ضد الدهون في معركة وصفها الكثيرون بأنها "خاسرة"، وأظهر تقرير نشرته مؤسسة "راند" الأمريكية لأبحاث السياسات العامة، أن 66% من أفراد القوات المسلحة الأمريكية يعانون من زيادة الوزن والسمنة المفرطة.
وتتزامن هذه الدراسة مع تراجع الأعداد المتاحة للتجنيد، إذ أعلنت القيادة العامة للجيش الأمريكي عام 2017، أن 11% فقط من الشباب بين سن 16 و24 عاماً الشريحة العمرية المثلى للتجنيد، والذين يرغبون في الانضمام للجيش، ويتم استبعاد واحد من بين كل ثلاثة متقدمين بسبب الوزن غير المناسب، حسبما ذكر "بى بى سى" عربي.
ولا تقتصر مشكلة السمنة على الجيش الأمريكي فقط، إذ أظهرت وثائق وزارة الدفاع البريطانية أن الجنود خضعوا لعلاج السمنة، وجراحات شفط الدهون، وفي الصين 20% من المرشحين للتجنيد فشلوا في اختبارات الوزن، بسبب السمنة الناجمة عن انتشار الوجبات السريعة والنظام الغذائي السيء، وأسلوب الحياة الكسول، فضلاً عن الجلوس لفترات طويلة أمام الألعاب الإلكترونية، وعدم ممارسة أي نشاط رياضي.
وفي إيران، أظهرت درسة حديثة أن واحداً من بين كل 10 جنود إيرانيين يعانون من السمنة، فيما قرر الجيش الهندي استبعاد الأفراد غير القادرين على مواجهة مشاكل السمنة، من العروض العسكرية ووضع الجيش الهندي قواعد صارمة لمواجهتها، منها المنع من الترقيات والمهام في الدول الأجنبية، وعقوبات على الأفراد الذي يتجاوزون الوزن المثالي بأكثر من 10%.
وقد خضع أكثر من ثلاثة آلاف جند من كتيبة "لا ليغيون" الأسبانية لاختبارات إجبارية لتحديد كتلة الجسم الخاصة بهم، وأظهرت الاختبارات أن 6% منهم يعانون من السمنة، وأُلحقوا ببرامج حمية غذائية، وفى المكسيك عام 2015، أحالت المؤسسة أكثر من 1300 من أفرادها للتقاعد المبكر بسبب زيادة الوزن ووجهت 12 ألفاً من الأفراد بحتمية استعادة لياقتهم.
وتكمن المشكلة في أنه يتعين على العسكريين أن يكونوا أكثر لياقة من المدنيين بفضل التدريبات الرياضية التي يقومون بها، لكن هناك الكثير من الأمثلة المخالفة لهذه الفرضية، وحاولت الكثير من الدراسات الأكاديمية تفسير هذا الأمر، حيث كشفت أن العسكريين أكثر عرضة للضغط النفسي، وخطر الموت والإصابة، بجانب الحرمان المتكرر من النوم، مما يتسبب فى اتباع عادات غذائية مضرة تؤدى غلى السمنة.
تعليقات الفيسبوك