"ما محبة إلا بعد عداوة"، مثل شهير يلخص العلاقة الإنسانية بين الحارس الأسطوري عصام الحضري، والمهاجم الكبير ديديه دروجبا، الذي يوافق اليوم 11 من شهر مارس ذكرى ميلاده.
"الفيل الإيفواري" المصنف من ضمن أفضل اللاعبين في تاريخ القارة السمراء، يمتلك مسيرة حافلة في الملاعب الأوروبية، هداف الدوري الفرنسي مع مارسيليا الذي انتقل إلى تشيلي بمبلغ 24 مليون جنيه استرليني، ليكتب اسمه بحروف من الذهب مع "البلوز" محققًا العديد من النجاحات والإنجازات على المستوى الفردي والجماعي.
ولكن كما امتلك "ديديه" مسيرة حافلة بالإنجازات، امتلك أيضًا في مسيرته "عُقدة" مصرية خلال مسيرته الدولية مع المنتخب الإيفواري، وهو الحارس المصري عصام الحضري.
العقدة بدأ ترسيخها في 2006، خلال نهائي كأس أمم إفريقيا التي أقيمت في مصر، المنتخب الوطني تقابل مع نظيره الإيفواري بقيادة "دروجبا" وسط حضور جماهيري ضخم.
المباراة انتهت بالتعادل السلبي وآلت إلى ركلات الترجيح، وبصفته قائد للمنتخب الإيفوارى تولى دروجبا مهمة تسديد الركلة الترجيحية الأولى، إلا أن "الحضري" تصدى لها بامتياز، لتنتهي المباراة بفوز مصر باللقب على حسب ساحل العاج في النهاية.
المواجهة تكررت بالنسخة التي تليها في 2008، حيث تقابلا الفريقين في نصف نهائي البطولة، وأبى "الحضري" أن يفوت المباراة دون أن يترك بصمة مؤلمة لخصمه "دروجبا"، وهو ما حدث بالفعل.
في الدقيقة 48 من عمر الشوط الثاني، وأثناء تقدم المنتخب الوطني بهدف أحمد فتحي، جاءت لـ"دروجبا" فرصة العمر لإحراز هدف التعادل لفريقه، ولكن "الحضري" كان حاضرًا، حيث سدد "دروجبا" رأسية قوية من مسافة قريبة أسفل الحارس المخضرم، إلا أنه حطم آمال "دروجبا" جميعها برد فعل سريع مكنه من التصدي للكرة، وانتهت المباراة بعد ذلك بفوز مصر بأربعة أهداف مقابل هدف.
وبالرغم مما سببه "الحضري" من حسرة لـ"دروجبا"، إلا أنهما كانا بمثابة "أعداء في الملعب أصدقاء خارجه"، إذ أشاد "دروجبا" كثيرًا بالـ"حضري" في لقاءات مختلفة، واصفًا إياه بأنه "بطل" وواحد من أفضل الحراس الذين واجههم في مسيرته كلها.
كما تحدث "دروجبا" عن "الحضري" في تصريحات لصحيفة "ليكيب" الفرنسية، قال فيها إن "الحضري" بمثابة "أسطورة" في ملاعب إفريقيا، وأنه لا ينسى أبدًا حواراته الثنائية معه وتصدياته الرائعة.
"الحضري" أيضًا تحدث عن "دروجبا" بشكل إيجابي للغاية في تصريح تليفزيوني، مؤكدًا أنه و"دروجبا" تجمعهما علاقة صداقة قوية منذ تواجههما في 2006، كما يحرصان على التواصل مع بعضهما البعض في كافة المناسبات، واصفًا "دروجبا" بأنه لاعب "فوق العادة".
وشهدت مباراة ودية بين المنتخبين أقيمت في 2013، عناقًا بين الثنائي وحديث ودي، يكشف الصداقة التي تجمعهما سويًا، حيث سدد دروجبا الكرة بالخطأ في "الحضري" ليعتذر له.
تعليقات الفيسبوك