من أكبر الأندية وأكثرهم شعبية على مستوى العالم، فهو لا يضم في صفوفه سوى صفوة اللاعبين والمميزين، إنه النادي الملكي ريال مدريد، فمنذ تأسيسه عام 1902، وهو لا يعلم إلا حصد الألقاب.
يوافق اليوم ذكرى تأسيس النادي الملكي من قبل ملك إسبانيا "ألفونسو الثالث عشر"، والذي عدل مسمى الفريق ومنحه لقب "ريال" والتي تعني "ملكي".
ويرتبط اسم نادي ريال مدريد بغريمه التقليدي برشلونة الإسباني "البلوجرانا"، في المنافسات الرياضية، والتي ينتظرها العالم بشغف لما تحمله من إثارة ومتعة، لكن قد لا يعلم البعض أن هناك صراعا سياسيا خفي أكبر من مجرد منافسه رياضية.

ومنذ إعلان "كتالونيا" معقل برشلونة، رغبتها في الانفصال عن الحكومة المركزية الإسبانية وإعلان الاستقلال منذ زمن بعيد الأمر الذي أصبح الشغل الشاغل للعاصمة مدريد، وفي عام 2016 أعلنت كتالونيا نيتها الانفصال عن إسبانيا عدة مرات رغم رفض المحكمة الدستورية في مدريد، معتبرة أنه عمل غير قانوني، لكن رفض المركز لاستقلال كتالونيا لا يمنع سكانها من رفع أعلام الاستقلال في كل مكان، هي الأعلام ذاتها التي ترفرف في ملاعب كرة القدم، وفقًا لـ"روسيا اليوم".


ومن أكثر الأمور التي ذات الحقد بين الغريمين في كرة القدم بطولة "دوري أبطال أوروبا" والتي نظمت أول مرة في عام 1955، وكان النظام القديم للبطولة يقضي بأن يشارك بطل الدوري فقط، ولكن شارك ريال مدريد عام 1956 - 1957 رغم أن بطل الدوري الإسباني آنذاك كان أتلتيك بلباو، وهو من يحق له تمثيل إسبانيا، لكن ما حدث حينها أن من مثل إسبانيا هو أتلتيك بلباو، إضافة إلى ريال مدريد في خرق غريب لقواعد البطولة.
وحصد ريال مدريد البطولة حينها رغم عدم أحقيته بالمشاركة من الأساس، وتكرر المشهد نفسه عام 1959 - 1960، حيث شارك فريق ريال مدريد مرة أخرى في البطولة رغم أن برشلونة وحده كان له الحق في تمثيل إسبانيا بعد فوزه ببطولة الدوري.


وعلى الرغم من التشكيك في نزاهة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإسباني لكرة القدم في تلك الفترة التي كان الجنرال فرانكو يحكم فيها إسبانيا بيد من حديد ودافع عن وحدة سلطة مدريد المركزية بصرامة، وكان يقال إن فرانكو رأى في الفريق الملكي رمزا للاتحاد، ما دفعه يستغل الأحداث الرياضية للترويج للسلطة الحاكمة.

وعلى الرغم من هذه المآسي حول كرة القدم في ذاك الوقت، فإن البطولات السابقة لم تلغ رغم بُعدها عن الروح الرياضية وسجلت على أنها نتائج رسمية حتى يومنا هذا.
ويرى عدة رياضيين أن عدد البطولات الحقيقية لريال مدريد يبدأ من عام 1992، حيث بدأ العمل بالنظام الجديد الذي يعتبر نزيها ومنصفا، ومن هذا المنطلق يعتبر فريق برشلونة الأكثر تتويجا للبطولة في شكلها الجديد بـ5 بطولات بينما توج الملكي بـ4 فقط.
وفي كتاب ألفه الفرنسي تيبو لوبلا، الذي يعمل في مدريد كمراسل لعدة صحف فرنسية، صدر مؤخرا عن دار النشر "هوجو آند كو" تحت عنوان "الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد: حرب العالمين"، تطرق فيه إلى تاريخ التنافس الشديد بين الفريقين والتوتر الكبير الذي يميز المواجهات بينهما.
وأوضح الصحفي أن الحقد والكراهية بين الناديين بدأ في عام 1943 وبعد 4 سنوات من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد، تواجه الفريقان في نهائي كأس إسبانيا وفازت برشلونة ذهابا 3 - 0، وفي مباراة الإياب، فاز ريال مدريد بنتيجة كبيرة 11 - 1، ما أثار غضب نادي برشلونة متهما شرطة "فرانكو" بأنها مارست تهديدات على لاعبيه للسماح للنادي الملكي بإحراز اللقب، وفقًا لـ"فرانس 24".

كما ذكر لوبلا أنه في عام 1953ن وبسبب ضم مدريد اللاعب الأرجنتيني الشهير "ألفريدو دي ستيفانو"، والذي كان نادي برشلونة يريد التعاقد معه وتألق ريال مدريد وفاز 5 مرات بكأس أبطال أوروبا "الذي يسمى حاليا دوري أبطال أوروبا" بين 1955 و1960، وتكرر الأمر في عام 2000 عندما انضم البرتغالي لويس فيجو إلى النادي الملكي قادما من برشلونة، وهو ما اعتبره النادي الكتالوني "خيانة".


واتهم كثيرون ريال مدريد بأنه يمثل اليمين، بمعنى البورجوازية، ويمثل برشلونة اليسار أي الشعب، إلا أن تيبو لوبلا يعارض التفكير السائد، مذكرًا بأن برشلونة فاز في الأعوام 14 الأولى من حكم فرانكو بعدة ألقاب، مقارنة بغريمه الذي خرج في أغلب الأحيان خالي الوفاض، وتابع بأن نادي برشلونة "كان يعتبر سابقا ناديا محافظا يمثل البورجوازية الكاتالونية".
ولا تزال قصة الصراع السياسي والتنافس الرياضي بين الناديين قائمة ومستمرة.
تعليقات الفيسبوك