صورة أرشيفية
أشارت دراسة حديثة إلى أن مشاهدة التلفزيون أكثر من ثلاث ساعات ونصف يوميًا، قد تؤدي إلى تدهور الذاكرة لدى البالغين.
وخلصت الفحوص التي أجريت لـ 3500 ممن يزيد عمرهم عن خمسين عامًا، إلى أن تدهور القدرة على تذكر الكلام لدى من يشاهدون التلفزيون لساعات طويلة يبلغ نحو ضعف عدد الذين يشاهدون التلفزيون لمدد قصيرة، بحسب "بي بي سي".
وتضعف ذاكرة الإنسان بصورة طبيعية نتيجة لتقدم العمر، لكن ذلك يحدث بصورة أسرع كلما شاهدنا التلفزيون لمدة أطول، حسبما أشارت دراسة أجرتها جامعة كوليدج لندن.
ولا يستطيع الباحثون التيقن من أن التلفزيون سبب التدهور السريع للذاكرة، لكنهم قالوا "من المحتمل أن المشاهدة لساعات طويلة تمنع الناس من الأنشطة الأكثر تنشيطًا للذاكرة مثل القراءة والتمارين الرياضية".
استنتجت الدراسة أن الذين يشاهدون التلفزيون لمدة تزيد عن ثلاث ساعات ونصف يوميًا يصابون بتدهور يصل إلى ما بين 8 و10 في المئة في القدرة على تذكر الكلام.
وأكدت الدراسة أن تدهور الذاكرة لدى من يشاهدون التلفزيون بصورة أقل يصل في المعدل إلى ما بين 4 و5 %.
وقالت الباحثة بمعهد علم الأوبئة والرعاية الصحية في جامعة كوليدج لندن، ديزي فانكورت، رغم أن مشاهدة التلفزيون لها فوائد تعليمية والاسترخاء، إلا أنه "بصورة عامة تشير الدراسة إلى أن البالغين الذين تفوق أعمارهم الخمسين يجب أن يحاولوا الموازنة بين مشاهدة التلفزيون وغيرها من الأنشطة".
وطُلب من المشاركين في الدراسة تذكر قائمة من عشر كلمات شائعة وذكر أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تنتمي لفئة معينة في دقيقة واحدة.
وسئلوا عن مدى مشاهدتهم للتلفزيون، ثم تابعهم فريق الباحثين منذ عام 2008 وحتى 2015.
وأخذت الدراسة في الاعتبار تفسيرات محتملة أخرى لتدهور الذاكرة، منها نمط الحياة والسلوك، من قبيل المدة التي يمضيها الفرد في الجلوس والتريض.
ورغم أن الباحثين لم يسألوا المشاركين عن نوعية البرامج التي يشاهدونها، إلا أن الدراسة خلصت إلى أن بعض أنواع البرامج التلفزيونية قد يكون لها تأثير أكبر من غيرها.
وقال الأستاذ بجامعة كوليدج لندن، أندرو ستيبتو، إن "الأكبر سنًا يميلون لمشاهدة المسلسلات، التي قد تصيبهم بالتوتر، لتعاطفهم وتفاعلهم مع الشخصيات".
وأضاف "قد يؤدي ذلك إلى إجهاد قدراتهم الإدراكية، وهو ما يؤدي إلى ضعف الذاكرة".
قالت أستاذة علم النفس الإكيلنيكي وإعادة التأهيل بجامعة كينغز كوليدج لندن، تل وايكس، إن مشاهدة ما يجري على الشاشة دون حراك قد يفسر ما خلصت إليه الدراسة.
وأوضحت وايكس بالقول "يوجد الكثير مما لا نعلمه، على سبيل المثال ما إذا كان التدهور في الذاكرة مرتبط بما نشاهده، أو عما إذا كنا نشاهد بمفردنا أو نتفاعل مع التلفزيون كما هو الحال مع غوغلبوكس. كما أننا لا نعلم ما إذا كان تغيير سلوك المشاهدة قد يؤدي إلى تحسن الذاكرة".
وتابعت قائلةً: "رغم أن نتائج الدراسة ستؤدي إلى تفكيرنا بحرص في المدة التي نمضيها أمام التلفزيون، إلا أن الأمر يتطلب إجراء المزيد من الأبحاث قبل الإصابة بالفزع ومراقبة المدة التي نمضيها أمام الشاشة بدقة كما لو كنا نحصي الخطوات".
تعليقات الفيسبوك