حزم كل منهما حقائبه للسفر بالقطار من بلده البعيدة لإنهاء مصالح عاجلة بالقاهرة، كان من المقرر وصولهما إلى رصيف رقم 6 بمحطة مصر في نفس التوقيت الذي شهد وقوع حادث أليم نتج عنه عشرات الضحايا والمصابين، غير أن القدر تدخل سريعا ليتأخر كل منهما عن الموعد الطبيعي لوصوله، لينجو الثنائي من موت محقق أو عجز أبدي، بفضل "الصدفة".
"كوميك" ساخر على موقع التواصل الاجتماعي "في بوك"، كان سببا في إنقاذ حياة أحد الشباب المتواجدين في موقع حادث قطار رمسيس، حيث تصادف وصوله على رصيف رقم 11 حوالي الساعة 9:34 دقيقة صباحا، وكما اعتاد يوميا كان من المقرر أن يتوجه إلى الخارج حيث الساحة الرئيسية لمحطة مصر بالقرب من الرصيف رقم "6" الذي شهد الحادث إلا أن عناية القدر أنقذته من المرور في هذا المكان.
من كفر صراوة بمركز أشمون بالمنوفية إلى منطقة وسط البلد بمحافظة القاهرة اعتاد حجازي محمد منذ سنوات طويلة السفر عبر خط قطار منوف يوميا للذهاب إلى عمله، وتصادف اليوم، وقبل اندلاع الحريق بدقائق قليلة، قرر الجلوس عدة دقائق في مكانه في نفس القطار الذي جاء على متنه من المنوفية لينشر"كوميك" ساخر عبر صفحته الشخصيةعلى موقع "فيسبوك".

وفي حديثه لـ"الوطن" قال إنه يتوجه بعد وصول القطار إلى خارج المحطة ويمر يوميا على الرصيف الذي شهد الانفجار ولولا تأخره عدة دقائق لنشر"الكوميك" ربما كان في عداد الموتى أو المصابين الآن، "كان ممكن أكون ميت لو عديت من المكان ومتأخرتش الدقايق دي".
حددت عنود محمد، الطالبة بكلية التجارة جامعة الازهر فرع تفهنا بالدقهلية، اليوم الأربعاء موعدا لسفرها إلى القاهرة لسحب أوراقها من أحد المعاهد الطبية في المعادي، وحجزت مقعدا في القطار المتجه إلى محطة مصر قبل أيام، إلا أنها وقبل الحادث بيومين غيرت خطتها تماما لظروف عائلية استجدت منعتها من السفر، وقررت السفر أول أمس بدلا من اليوم على متن القطار الذي كان مقررا وصوله إلى محطة مصر في توقيت الحادث.
عنود وصفت لـ"الوطن" نجاتها من الموت بـ"المعجزة" خاصة وأنها اضطرت إلى تقديم موعد سفرها إلى القاهرة لظروف خارجة عن إرادتها وكانت من المقرر أن تأتي على متن القطار الذي يصل إلى محطة مصر في توقيت الحادث.

"اتعلمت إني مزعلش على حاجة بتحصل أو معاد بيتأجل أو بيتأخر"، استكملت عنود حديثها لافتة إلى أنها لم تستوعب حتى الآن كيف تدخلت إرادة الله لإنقاذها من الموت.
ونشب حريق هائل داخل محطة مصر، إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "تنك البنزين"، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحاسبة المتسببين بحادث محطة مصر ورعاية المصابين، متوجهًا بخالص التعازي لأسر الضحايا والمصابين، فيما خصصت وزارة التضامن الاجتماعي 80 ألف جنيه لأسر الضحايا وحالات العجز الكلي، و25 ألف جنيه للمصابين، مكلفة مديرية القاهرة ولجان الإغاثة المركزية بالوزارة؛ بالانتهاء من إجراء الأبحاث الاجتماعية للمصابين وأسر ضحايا الحادث.
وأعلنت وزارة الصحة، عن وفاة 20 مواطنًا وإصابة 43 آخرين في حريق محطة مصر، ونُقل المصابون إلى مستشفيي دار الشفاء، ومعهد ناصر كونهما "مستشفيات إخلاء"، إضافة إلى مستشفيات "الهلال، وشبرا، السكة الحديد" كمستشفيات إخلاء، موضحة أنَّ حالات المصابين تراوحت ما بين بسيطة إلى متوسطة، إضافة إلى بعض الحالات الدقيقة أغلبها كسور وحروق.
وانتظمت حركة القطارات بمحطة مصر ما عدا رصيف رقم 6، بعدما نجحت قوات الحماية المدينة في إخماد الحريق، وتوجه فريق التدخل خلال الطوارئ بالهلال الأحمر المصري إلى موقع الحادث، لتقديم الإسعافات والدعم النفسي للمصابين وأسر الضحايا.
تعليقات الفيسبوك