حرائق المنازل بسبب الجان في القرى كانت ظاهرة مدمرة، ففي عام 1998 شهدت قرية "تيرا" إحدى أكبر قرى كفر الشيخ حرائق استمرت لمدة شهر كامل تشتعل مرتين يومياً دون سبب معروف، لدرجة أن أطلق البعض عليها "بلد العفاريت".
وكان الأهالي يأتوا من البلاد المجاورة ليشاهدوا العفاريت وهى تحرق البيوت خاصة وأن سيارات الإطفاء عندما وصلت أول مرة حدث بها عطل ولم تتمكن من إخماد النار فاكتمل الاعتقاد بوجود جان وراء ما حدث كما أكدت تحريات الشرطة أن ما يحدث ليس بفعل فاعل- بحسب ما ذكرت صحيفة "روزا اليوسف" في عددها الصادر 9 نوفمبر عام 1998.
وطرق الأهالي أبواب السحرة والدجالين بحثاً عن حل لوقف هذه الظاهرة المرعبة التي يعيشوا فيه ليل نهار، فجاءوا ببعض الدجالين وحصل هؤلاء على مبالغ طائلة دون أن يصل الأهالي إلى نتيجة، وكان أحد الدجالين يدعى في الكارت الخاص به أنه من ذرية رسول الله ويلقب نفسه بالشريف كما أن الكارت كان يحمل رقم هاتف محمول رغم أن الهواتف المحمولة آنذاك لم تصل محافظة البحيرة ولا كفر الشيخ.
وأكد الدجال للأهالي، أن الحرائق لن تحدث مرة أخرى لكنها حدثت في نفس التوقيت وبنفس الطريقة، فالنيران تشتعل فوق البيوت رغم أن الأهالي لم يضعوا فوقها القش، وبعد الحريق يجد الأهالي قوالح الذرة متفحمة ورائحتها جاز والنار بلا دخان تستغرق 10 دقائق أو ساعة كاملة والغريب أنها تبدأ في سطوح الدور الأول بأحد المنازل ثم تنتقل إلى المنازل المجاورة.
وكان الأهالي يشاهدون النيران وهي تسير على الحائط كما لو كانت قطة صغيرة تقفز لمكان مرتفع، موضحين أن العفاريت هي التي تحرق البيوت، وأن المشايخ أكدوا لهم ذلك لوجود عدد ممن يعملوا بالسحر يسكنوا بالقرب من المنطقة التي تحدث بها الحرائق، وأكد شيخ غفر البلد نفس المعلومة، وأنه لا يوجد خلافات بين أصحاب هذه المنازل وغيرهم من الأهالي.
ويوجد حوالي 20 شخصًا يقوموا بأعمال السحر في هذه القرية، ويعاندوا بعضهم، ويتنافسوا فيما بينهم في تسخير الجان لإشعال الحرائق والصفة المشتركة بينهم هي أنهم من حملة القرآن ويحملون لقب شيخ، ويتوهم أهالي القرية أن هؤلاء قادرون على إيذائهم.
ومن بين هؤلاء مدرس من خريجي الأزهر عمل باليمن 7 سنوات، وترك التدريس واتجه إلى هذا الطريق، حيث يأتي إليه زبائن من جميع أنحاء الجمهورية، كما أن أحدهم يؤكد لأصحاب هذه البيوت المشتعلة أن النيران لا تستطيع الاقتراب من منزله، والغريب أن الأهالي لا يذهبوا إليهم ويعتقدوا في كرمات الدجالين في المناطق الأخرى وخاصة دجال البحيرة صاحب الموبايل، والبعض اقترح عليهم طلاء البيوت باللون الأخضر الفسفوري الذى يطارد العفاريت.
تعليقات الفيسبوك