يربطهم صلة دم، تجعلهم يتواصلون دائما، فحبهم لا ينقطع بسبب مشكلة أو غدر أو مصالح وأغراض، فالعلاقة تستمر لا تنتهي مثل الصديق أو الحبيب، هكذا تكون "العائلة".
ذكريات كثيرة ومواقف متعددة تجمع العائلات ببعضهم، وتحولت للكثيرين إلى ذكريات بسبب التطور التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي أو مشاغل الحياة أو وفاة أحد أفراد الأسرة الذي كان يحرص دائما على تجميعهم وغيره.
ويحرص البعض على صلة الرحم والتواصل كل فترة مع عائلتهم رغم أنها لم تصبح مثل الماضي، أو كما يطلقون عليها "أيام زمان"، فتحكي ميادة أحمد (30 عامًا) عن ذكرياتها مع لمة العائلة، أنها اعتادت مع عائلتها التجمع دائما في منزل جدتها الراحلة التي كانت تجمعهم جميعهم كبار وصغار: "كنا نقعد ناكل سوا ونلعب على باب الشقة وننزل نتمشى".
ولكن بعد رحيلها انقطعت هذه العادة على عائلة ميادة وفقا لوصفها حيث أصبح التواصل في التليفونات أو بالمناسبات الفرح والحزن فقط: "لمة زمان مبقتش خلاص كانت أحلى أيام".
"التواصل الاجتماعي الحقيقي كان زمان في لمة العيلة".. هكذا بدأ محمد إيهاب (32 عامًا) الذي يتذكر عندما كانت تتجمع عائلته في الإجازة الدراسية حيث يأتي أقاربه من الإسماعيلية والوادي الجديد والقاهرة إلى سوهاج: "ونتلم كلنا سوا والبيت كان بيبقى مليان وزحمة أوي بيت العيلة الكبيرة، بنبقى مش لاقيين مكان ننام فيه من كتر العدد بس بنام جنب بعض وبنبقى مبسوطين".
ويتمنى محمد عودة هذه الأيام مرة أخرى وتكرار ذلك وتجمع عائلته إلا أنه يجد صعوبة في ذلك بسبب انشغال الجميع: "أحلى أيام في حياتي كنا نلعب ونقطف الفاكهة ونروح الزرع بتاعنا والجناين، بس دلوقتي خلاص كل واحد مبقاش فاضي بس لسه هما أقرب الناس ليا وأفضل أصدقاء".
وتتذكر أمينة محمد (27 عامًا) ذكريات العائلة وخاصة في فترة رؤية ميعاد العيد، حيث كانت تتجمع أسرتها مع 7 من أشقاء والدها وأبنائهما عند الجدة: "نقعد نلعب بقى أفلام ونفرقع بومب وصواريخ وكان هو ده الحب الحقيقي بالنسبة لنا والسعادة، بس خلاص مبقاش يحصل كده".
بينما يحكي محمود مجدي (29 عامًا) أنه اعتاد في الماضي التجمع مع عائلته يوم في نهاية كل أسبوع ولكن انتهى الأمر منذ نحو 5 أعوام: "اللي سافر واللي اتجوز واللي شغلوا واخد وقته كله الموضوع بقى صعب وبعدين مواقع التواصل الاجتماعي موجودة بقت تختصرعلينا متعة المقابلات".
تعليقات الفيسبوك