ظهر ممدوح عبدالعليم في فترة ثمانينيات القرن الماضي، فقد تعاون مع العديد من المخرجين المميزين وكبار النجوم لما يتمتع به من موهبة صادقة وحقيقية ودوما ما كان يقدم أدواره بشكل بسيط يصل مباشرة للجمهور.
وتحل اليوم الذكرى الثالثة لوفاة ممدوح عبدالعليم الذي فارق الحياة في 5 يناير 2016، وتستعرض "الوطن" أبرز المحطات السينمائية في مشوار ممدوح عبدالعليم الفني.
- البرئ

في عام 1986 قدم ممدوح عبدالعليم شخصية "حسين وهدان" الشاب الطالب الجامعي الذي يتم اعتقاله ويتصادف أن يجد صديقه "أحمد سبع الليل" في البلدة عسكري داخل المعتقل الذي جسد دوره الفنان أحمد زكي.
أغلب مشاهد ممدوح عبدالعليم بالفيلم جمعته بالفنان أحمد زكي وهذا ما يجعلك تشعر بأنك أمام مباراة تمثيلية استطاع ممدوح عبد العليم أن يبرز بها موهبته بمنتهى البساطة في تجسيد شخصية الشاب الحالم الذي يحب وطنه، ويبدو أن تعاون ممدوح عبد العليم مع مخرج مثل عاطف الطيب ما جعله يطرح موهبته بشكل واضح أمام الجمهور ليرتبط بأذهانهم ميلاد نجم سينمائي جديد.
- مشوار عمر

في عام 1986 قدم ممدوح عبدالعليم تجربة سينمائية مميزة مع المخرج محمد خان في فيلم "مشوار عمر"، وجسد في الفيلم شخصية "عمر علي" الشاب البسيط الذي يعمل بإحدى محطات البنزين ويحلم بالسفر للقاهرة ليحقق أحلامه وأمنياته فيقوم بمساعدته الفتى الثري الذي جسد شخصيته فاروق الفيشاوي.
وتشعر وأنت تشاهد ممدوح عبدالعليم في الفيلم بأنه توحد مع الشخصية بشكل كبير بأداءه ونظرات عينيه وحتى التفاته القليل ولا تملك سوى أن تتعاطف في أغلب الأوقات مع شخصية عمر.
- بطل من ورق

في عام 1988 أقدم ممدوح عبدالعليم على تجربة جديدة ومختلفة وهي البطولة المطلقة وفي الوقت نفسه تقديم فيلم كوميدي وهو لم يشتهر بالكوميديا ويبدوا أنه كان تحدي كبير ونجح فيه ممدوح عبد العليم.
شخصية "رامي قشوع" المؤلف القادم من الأرياف ليشق طريقه في عالم السينما ليفاجأ بعامل يقرأ سيناريوهاته الخاصة وينفذها في الواقع، ومن هنا يأتي الخط الكوميدي الرائع الذي اعتمد عليه المؤلف إبراهيم الجرواني، وبالطبع كانت جرأة شديدة من المخرج نادر جلال في هذا الوقت أن يسند الفيلم إلى شاب لم يقدم بطولة مطلقة من قبل وبشكل كوميدي ولكن نجح ممدوح عبدالعليم في الاختبار وصنع فيلم مازال يعيش بين الجمهور حتى الآن ويعتبر أيقونه للأفلام الكوميدية.
- كتيبة الاعدام

في عام 1989 اكتملت الموهبة الحقيقية لممدوح عبدالعليم وصارت تحتاج الي الإطار الحقيقي الذي يبرزها أكثر فكان تعاونه مع الثنائي أسامة أنور عكاشة وعاطف الطيب في تقديم فيلم "كتيبة الإعدام".
ومن الواضح أن مازال الشاب ممدوح عبدالعليم يتحدى نفسه في تقديم أدوار مختلفة فبعد نجاح "بطل من ورق" لم يستسلم للكوميديا وإغراءتها بهذا الوقت ولكن قدم في كتيبة الإعدام شخصية ضابط الشرطة "يوسف كامل" هذه الشخصية الجادة التي تتسم بعصبية وتتعاطف مع البطل خلال أحداث الفيلم.
وتميز ممدوح عبدالعليم في تقديم الدور بواقعية شديدة مثلما قدم المخرج عاطف الطيب بواقعيته المعروفة دوما.
- سمع هس

في عام 1991 يقرر المخرج شريف عرفة تقديم فيلم سينمائي ينتمي إلى الفانتازيا مع المؤلف ماهر عواد والتي يتعرض فيها لحياة المهمشين في المجتمع، ويكون بطل الفيلم ممدوح عبدالعليم لنراه بشكل مختلف تمامًا عما قدمه من قبل.
قدم ممدوح عبدالعليم في هذا الفيلم الغناء والاستعراض بجانب أداءه التمثيلي وجسد شخصية "حمص" الفنان الصعلوك المعتز بنفسه ويبحث عن فرصة للنجاح، وجسده ببراعة شديدة، والغريب في الأمر أن ممدوح عبدالعليم تحمس للفيلم ليس في الأداء فقط ولكنه أنتجه أيضًا.
- رومانتيكا

في عام 1996 قدم المخرج والممثل زكي فطين عبدالوهاب تجربته السينمائية فيلم "رومانتيكا" الذي يتحدث عن أزمة جيل من الشباب يبحث عن تحقيق أحلامه في الخارج وعن أزمة مخرج سينمائي يجد صعوبة في تقديم فيلمه الأول.
وجسد الفنان ممدوح عبدالعليم شخصية المخرج "حسن" الذي يحمل بداخله أوجاع جيل بالكامل وأحلام وأهداف يجاهد نفسه كي يحققها، واستطاع ممدوح عبدالعليم ببساطة شديدة أن ينقل لنا معاناة المخرج "حسن" بشكل طبيعي دون أي تعالي أو أداء مصطنع ويعتبر الفيلم من العلامات المضيئة في مسيرة ممدوح عبد العليم الفنية.
رحل ممدوح عبدالعليم عن عالمنا بعد أن قدم عشرات الأعمال الفنية المهمة وبعد أن وضع اسمه بحروف من نور في تاريخ السينما المصرية وبقلوب محبيه.
تعليقات الفيسبوك