في ضوء نجوم الشتاء وبرده عبر مستنقعات بروجريف بالقرب من بحر الشمال فى بريطانيا، تلك المنطقة الموحشة البارد، كانت مجموعة من الأصدقاء تسير فيها على أرض لم تتغير لعدة قرون، وكان مع كل منهم بندقية لصيد البط، وبعد لحظات قال أحدهم، "هذه المنطقة تخص رجل واحد وهو بروجريف لذا سميت باسمه وكذلك المزرعة والبرج الموجودين بها".
ويعد بروجريف صديق الأشباح وله أسطورة معروفة جيداً في التاريخ ويقال عنه أنه باع روحه للشيطان، وفي قريته يوجد قصر فوكسهام هول الذي يبدو كقطع من الجواهر تتلألأ تحت التلال الرملية، ورغم تعرض هذه المنطقة للفيضانات إلا أنها كانت محتفظة برونقها، بحسب كتاب "أغرب حكايات السحر" لجون كاننج.
وذات مرة في عام 1938 ظهر شبح بروجريف يسير على الماء راكبا فرسه ويصعد على جدران القصر، الذي عاش فيه من قبل، وكان يضحك ضحكة عالية كصوت الرعد، ويقول بصوت عال "لقد أغرقتم أراضي وضيعتي تحت الماء"، وكان هناك الكثير من القصور التي غرقت تحت الماء فعليا.
ويقول بلومفيلد في كتابه نورفولك، إن "هذه المنطقة مسكونة بأرواح أسرة بروجريف الذين ماتوا مقتولين وكان بروجريف نموذجا لزير النساء الفاسق الأعزب" موضحاً أنه لم يكن شرير لأنه لم يضر الآخرين بقدر ما ضر نفسه وكان رجلاً شجاعاً وشديد البأس، ورغم أنه مات أعزبا إلا أن عشيقاته كن كثيرات وكن يعتبرن الحمل منه شرفا.
ويتذكر جيتنر، أحد الأصدقاء، الذين يمرون بهذه القرية بعض أقاويل العجائز عن هذه الأسطورة، والتي من بينها حفل العشاء الذي أقيم في ليلة العام الجديد الذى كان يقيمه بروجريف فى فواكسهام هول لأشباح أقاربه، حيث كان يتم إعداد المائدة الكبيرة بالأطباق الفضية وأكواب الكريستال وعلى رأس المائدة يجلس بروجريف وعلى جانبيه 3 من هؤلاء الأجداد الأشباح تملأ كأوسهم بالنبيذ الأبيض والبراندى المعتق فى كل مرة ويفرغونها ثم تملأ من جديد.
ثم يبدأ بروجريف فى إلقاء بعض الأغنيات القديمة التي تمدح شجاعة الأشباح فى المعارك وصيد الثعالب، وفى منتصف الليل تترك الأشباح وتخفت أضواء الشموع، ويرتمي بروجريف في مكانه على رأس المائدة حتى الفجر، وكان الناس يرون شبحه وهو يتجول في الليالي على هيئة إكسير قديم متهالك.
وقال أحد المحامين، الذين شهدوا هذه الأحداث، إن بروجريف رجلا شريرا باع روحه للشيطان، وقد تحولت مملكلته الآن إلى مكان مشمس هادىء فى الصيف أما فى الشتاء فيصح مكان مرير مليء بالضباب المثير للحزن والخوف والمجارى المائية السرية والأشجار الضخمة المعمرة.
تعليقات الفيسبوك