تختلف احتفالات العام الجديد من بلد إلى آخر، ففي روسيا على سبيل المثال، يكتب الناس رغباتهم للعام الجديد على قطعة من الورق ثم يحرقونها ويمزجون الرماد مع المشروبات الكحولية ثم يشربونها.
وفي عدد كبير من البلدان، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، يحتفل الكثيرون بالعد التنازلي لبدء العام الجديد قبل 10 ثوانٍ فقط من منتصف ليل اليوم الأول من العام، من خلال تقبيل أحد الأحباء أو الأصدقاء أو حتى الأشخاص الغريبين الذين تعرفوا عليهم للتو، وهو ما ظهر كثيرا في عدد كبير من أفلام "هوليود" التي تصور الاحتفال بانطلاق العام الجديد من خلال قبلة بين شخصين، غالبا ما تتحول إلى قبلة عاطفية، ولعل أشهر تلك المشاهد هو ما دار بين "هاري" الذي أدى دوره الممثل بيلي كريستال و"سالي" التي أدت دورها الممثلة ميج رايان، في فيلم "منتصف الليل".
يعتقد البعض أن تاريخ تلك العادة يرجع إلى أفلام هوليود، ولكن بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن هذا التقليد يرجعه المؤرخون إلى عصر الرومان القدماء، حيث كانوا يحتفلون بنهاية موسم الزراعة بتكريم الإله "زحل" إله الزراعة والتحرر والزمن، في مهرجان يستمر لمدة أسبوع.
وبحسب "واشنطن بوست"، فإنه "يمكن إرجاع العديد من تقاليد عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة إلى الاحتفال الوثني بـ(زحل)، حيث كان الناس يزينون منازلهم بأكاليل الزهور ويقدمون الهدايا، ويتوقفون عن العمل ويشتركون في إعداد وتناول الكثير من الطعام والنبيذ، وينخرطون بشكل عام في أنشطة مختلفة، تتضمن تبادل القبلات وما هو أكثر من ذلك".
وأضافت الصحيفة الأمريكية: "كتب الفيلسوف الروماني سينيكا الأصغر عن مهرجان (زحل).. كان يتم السماح بأنشطة مختلفة وفضفاضة من أجل تشتيت الجمهور".
وفي كتاب "أديان روما"، كتب المؤرخون ماري بيرد وجون نورث وسيمون برايس، عن كيف أن مهرجان "زحل" وغيره من المهرجانات الدينية، أعطت في بعض الأحيان "رخصة لتعطيل القواعد الاجتماعية والتسلسل الهرمي"، وهذا يعني أنه حتى العبيد كان بإمكانهم الاحتفال مع أسيادهم.
وأضافت الصحيفة، أن فكرة التقبيل هدفها جلب حسن الحظ والطالع على وجه الخصوص، ولها العديد من الأصول، أولها الحفلات التنكرية في عصر النهضة الأوروبية، مؤكدا: "بغض النظر عن جنس وطبقة الشخص، فقد تم التسامح مع الممارسات الجنسية في الحفلات التنكرية، بحيث يكون الرجال والنساء أحرارا في الانغماس في ميولهم الجنسية مع أشخاص من أي نوع من الجنس والطبقة التي يفضلونها".
كان الناس عندما يخلعون أقنعتهم في تلك الحفلات، يقبلون على الفور أول شخص يرونه كطريقة لتطهير أنفسهم من أي قوى شريرة، بحسب ما تقول جوان وانان مؤلفة كتاب: "قصة القبلة.. نظرة جميلة ومثيرة في تاريخ التقبيل".
تعليقات الفيسبوك