كان يتردد كثيرًا على منزله، يجلس معه، يتبادلان الحديث سويا ويحصل شريف منير من صلاح جاهين نصائحه الذهبية، وأحيانا يقضي له مشاويره المهمة، فربطتهما علاقة قوية.
وحكى منير في برنامج الإعلامي مفيد فوزي عن جاهين والأيام الأخيرة قبل وفاته، والنصائح التي تلقاها من "جاهين" عن الفن قال: "لازم تتفرج على سينما كتير متتفرجش من وجه نظر أنك بتستمتع اتفرج كأنك بتاخد درس".
وشرح منير عن حالات الفرح بالنسبة لجاهين تتمثل في "عمل جيد، ناس تحبه، نكتة جيدة لما حد يقولوا نكتة حلوة كان يبقى في منتهى السعادة ولما بيشوف البلد في حالة كويسة بيبقى فرحان جدا".
أما عن حالات حزنه فقال منير عن المستوى العام وليس الخاص بإن جاهين كان يشعر بضيق بسبب "هموم البلد" وأراد أن تعيش الناس في سلام: "كان بيبقى ساكت كتير صامته ده اعتقد بيفتقد حاجة معينة، يفتقد العواطف الدفى واللمة بيهموا ولاده أوي وحامل همهم".
وعن أوقات اكتئابه، ذكر منير أن جاهين كان يرفض الجلوس مع أي شخص حتى لا يجعلهم يشعرون بالحزن: "كان قليل لما اقعد معاه وهو مكتئب، وشوفتوا لما فقد وزنه وكان دي من الحاجات اللي ضايقته".
وتذكر منير ليلة رحيل جاهين عندما اتصل به حتى يذهب إليه بعد انتهائه من التصوير فكان حينها منير يشارك في مسلسل "بكيزة وزغلول"، لتوصيله إلى سعاد حسني في الزمالك: "هو مكنش بيسوق كنت أنا باخد العربية بتاعت البيت واسوق له".
ولم ينس منير لحظة صعوده له في المنزل، حينها كان جاهين يقف أمام المرآة وابنته سامية الصغيرة تلعب وتركض ولكن هو لم يلتفت إليها: "فقولتلوا إيه يا عم صلاح قالي أنا فقدت روح الدعابة وفقدت روح الفكاهة أنا مش أنا، قولتلوا ليه بتقول كدة أنت جميل ولذيذ قالي يلا يلا ننزل"، فبعد عودة الشاعر من السفر وفقدان وزنه بشكل كبير أصبح حزين وفقا لوصف منير.
وبعد توصيل منير لجاهين لسعاد طلب منه أن يعود لأخذه بعد ساعتين، وعند عودته قال له أثناء خروجه من السيارة لصعوده المنزل: "يوسف شاهين احتمال يطلبك في شغل قولتلوا بس أنا مش هشتغل معاه، معرفش اشتغل حاجات مفهمهاش لازم افهم عشان اعرف امثل هو هيخليني امثل بطريقته ومش بحب كده قالي انت حمار قولتلوا متشكر"، وانتهى الشاعر حديثه بقوله له وكأنه يودعه "خلي بالك من نفسك".
وأعرب منير عن حالته حينها قائلًا: "وهو طالع البيت ببص عليه وهو ماشي قلبي كلني معرفش ليه تاني يوم كان عندي تصوير عديت عليه لاقيته اتنقل المستشفى وبعدها مات".
تعليقات الفيسبوك