ملامحه وضعته في قالب محدد بالأعمال الدارمية، ابن الذوات والخوجة، والشاب الوسيم المتيم، أو رجل الأعمال الكبير الذي يتمتع بثروة طائلة، ورغم ذلك لم يكن حسن كامي فنان تقليدياً في هذه الأدوار، فقد أجاد في تأديتها وفرض نفسه بقوة.
أصول الفنان التركية، وامتداد أصوله لأسرة محمد علي باشا، جعلته يبدع في أدوار الأمير التركي، الوالي العثماني، السفير الأمريكي، الملك فؤاد، اللورد كرومر، والوزير، ديليسبس الفرنساوي، وقنصل فرنسا، ورئيس الديوان الملكي، والطبيب، وغيرها.
وينحدر الفنان حسن كامي من أصول تركية لأبيه: "جدي الأصلي جاي من اسطنبول، بينما جدتي هي بنت محمد علي باشا" بحسب حواره مع الإعلامي مفيد فوزي في برنامج "مفاتيح"، موضحاً أن اسم "كامي" يعني "كومي"، وهو الفارس الذي يقود حصانه ممسكاً بسيفه، وقيل أنه يعني المسجد باللغة التركية أو الإله في اليبانية.
وأضاف: "رغم أصولي التركية والمقدونية، إلا أني فخور بأنني مصري، أنا مصرى وأبويا مصري، كلنا مولودين في مصر وعايشين فيها من سنة 1807 وخدمنا في الحكومة والجيش المصري"، موضحاً أنه يعشق تفاصيل مصر بما في ذلك الشيخ محمد رفعت وصوته وخاصة أذانه، والأكلات السعبية وخاصة "البليلة، الممبار، الكوارع، لحمة الراس: "أنا ابن بلد قوي.. وبعمل الأكلات دي في البيت".
عمل الفنان حسن كامي 42 عاما كفنان أوبرالي، وكان دائم الفخر بأنه رفع راية مصر في "الأوبرا العالمية" وخدمته للثقافة المصرية، وتطويع أعماله هذه لخدمة السياحة، وقال: "نفسي أوصل لنن عين مصر عشان أقدم لها كل ما في وجداني من ناحية الأوبرا والثقافة وخدمة للسياحة والفنون وأقدم وردة لكل حد بيساعدني فيه".
توفي الفنان حسن كامي في منزله، صباح اليوم، عن عمر ناهز 82 عاما، وستشيع الجنازة عقب صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفيسة.
كان الفنان الراحل بدأ حياته الفنية عام 1963 حينما عيّن في دار الأوبرا المصرية، وكانت أولى مشاركاته الفنية في بطولة العرض المسرحي "أوبرا عايدة" عام 1976، وقدم خلال تلك الفترة 720 أوبريتا بمختلف دول العالم منها إيطاليا وروسيا وأمريكا وفرنسا.
خطفته السينما بسبب وسامته، وقدم عددا تجاوز 100 فيلم أبرزها "يا مهلبية يا، وسمع هس، وكريستال، وكشف المستور، وعلاقات مشبوهة، وزكي شان"، وآخرها فيلم "قدرات غير عادية" عام 2015، وفي التليفزيون فقدم "بوابة الحلواني، وهوانم جادرن سيتي، وأميرة في عابدين، والجماعة، والعراف".
تعليقات الفيسبوك