صنعة أصبح لها "درويش"، عشق تفاصيلها، يجلس بالساعات دون ملل، أمام الخامات والأدوات، يرسم، يختار، ثم يقص ويجمع القطع معًا، ثم الـ"Finish" الأخير، لتكون منتجًا خاصا يحلم أن يصل به للعالمية.
حسن درويش، خريج كلية التربية الفنية، صاحب صفحة "درويش"، للمنتجات الجلدية، على "فيسبوك"، بدأت فكرتها في السنة الجامعية الأولى، مثله مثل الشباب في هذه المرحلة العمرية، يبدأ في البحث عن مصدر للأموال التي تساعده على نفقاته الشخصية، قادته لعديد من التجارب انتهت داخل عالم الجلود.
في كل مرة يقوم بتجربة جديدة، تزيد من حبه لخامة الجلد فيعود لها مرة أخرى، كان يوفر من مصروفه لشراء الجلد والأدوات، فلم يدخل إلى الحرفة من خلال دراسته، بل بالتعلم الذاتي من خلال التجربة، "كل حاجة بجربها الأول أكتر من مرة وتبوظ وأجرب تاني لحد ما أوصل لأفضل طريقة وشكل"، كما قال حسن لـ"الوطن".
كان أول منتج يخرج من صناعته هي "محفظة" لنفسه، بعدها فكر في المزيد من التجارب والتعلم، وعرض المنتجات للبيع، أما عن أول منتج يبيعه فكانت "حقيبة" طلبتها منه شقيقته، "ادتني فلوسها الأول علشان أنزل أجيب الجلد، اديتها الشنطة بعدها بـ6 شهور، كنت كل شوية بكتشف إن معنديش أدوات فأحوش وأجيبها وأكمل لحد ما خلصتها".
مع السنة الثالثة في الجامعة، بدأت منتجات "حسن" تُعرف بين عدد من الناس، ليس كثيرين، لكن كانت هناك حركة بيع وشراء تشجعه للاستكمال الطريق الذي يحبه، مضى منه 5 سنوات.
"درويش"، اختاره "حسن" من اسم عائلته، ووجد فيه وصفا لحالته مع "صنعة الجلد"، التي قاربت على الاندثار، وضرها الذوق العام، "مهما ببعد برجع تاني لأني بحب الشغلانة دي جدًا، اشتغلت بخامات تانية لكن دايما بيكون مش معايا أدواتها، الأقمشة محتاجة مكنة، والخشب محتاج أدوات كتير ودقدقة وموال، فكنت دايما بروح للجلد تاني"، فأصبحت ملاذه الخاص.
يبدأ "حسن" باختيار تصميماته، ثم يرسمها على ورق "الباترون" ويحدد المقاسات، ثم يختار نوع الجلد الذي يتماشى مع التصميم، ثم يذهب لمنطقة باب الشعرية لشراء خاماته، "ببدأ أقص وأقفل وألمع وأصبغ، الشنطة بتاخد مني يوم شغل".
"التصميم عندي مش الحاجة اللي معمولة على الشنطة لكن الشنطة نفسها"، هكذا وصف حسن، استراتيجيته في صنعة يده، التي يرى أنها مختلفة عن الكثير، فهو يحب الجلد نفسه ويرى أنه "البطل"، ويرفض الحال الذي وصل له سوق الجلد في مصر، "في حاجات مسيطرة على السوق المصري مش حلوة زي الحرق، والجلد الصناعي، أنا بشوف أو الحاجة اللي بعملها في المنتج بتاعي هي إن الجلد هو البطل في المنتج، الجلد خامة شيك".
يفضل استخدام جلود "الأبقار"، لأن الفلاح المصري يحافظ على الحيوان، فهو رأس ماله، فيصبح جلده دون عيوب، والذي جعل مصر من الدول الأولى في تصدير الجلود الطبيعية لكثير من دول العالم.
على الرغم، أنه لا يمتلك رأس مال لمشروع كبير، أو تسويق محترف، إلا أن منتجه يبيع نفسه، تنقسم منتجاته لـ"المحافظ"، والحقائب بأحجام مختلفة، وأحزمة، غلاف لـ"نوت بوك".
يروي حسن محاولة سرقة حقوقه في منتجاته، فكان أحد الأشخاص يطلب منه باستمرار، ثم بدأ في طلب كميات، حتى اكتشف أن هذا الشخص يمتلك صفحة على موقع "فيسبوك"، ويبيع ما يطلبه منه، تحدث حسن معه، وأصبحت هذه الصفحة ملكه، بدأت بـ3 آلاف متابع، ووصلت الآن لـ9 آلاف شخص، فعمل الـ"برانديج" من خلال تصميم شعاره الخاص.
بعد ذلك، دخل في مرحلة جديدة وهي "التدريب" وورش العمل، "الفكرة اتعرضت عليا من سنتين، ومكنتش مقتنع إني أقدر، وبعدين لاقيت أن في ناس بتعلم غلط، فقلت أجرب ليه لأ، أول مرة كانت في "جاليري أزرق وبني" ووصل عدد المشاركين لـ12 متدربا، وبعد ما خلصت، اطلبت تاني".
يحلم حسن، بأن يصل بمنتجاته أن تكون "ماركة" معروفة، يبدأ بورشة ثم مصنع، يساعد على إعادة بناء الذوق العام مرة أخرى، يصل للسوق العالمية.
تعليقات الفيسبوك