يتمتع ركاب مترو الأنفاق، وبالأخص من يقبلون على ركوبه بشكل يومي، ببعض السمات المميزة، والكاريزما الخاصة، بعضهم يخفف من متاعب الرحلة وربما يضيف لها بعض التسلية لإمضاء الوقت بشكل أسرع، ولكن آخرين لا يسلم أحد من إيذائهم.
ويرصد "الوطن"، أبرز تلك الشخصيات المثيرة للانتباه داخل عربات مترو الأنفاق، "شوف أنت مين فيهم":
- الفضولي
يشاركك موضوعاتك الشيقة على شاشة هاتفك، لا يفارق موضوعا أو صورة إلا واطلع عليها، وإن كنت ممسكا بجريدة ربما يناقشك في الأخبار المنشورة بصفحاتها، وفي بعض الأحيان يجعلك تنتظر حتى يكمل مشاهدته.
- الثرثار
يملأ عربة المترو ضجيجا بحديثه مرتفع النغمة، ليدير حياته من خلال هاتفه، ويحدث من معه على الخط عن شيء في الغالب سلبي، إما أن يصرخ بالبكاء، أو يشتكي من سوء معاملة أحد المعارف ومواقفه الدونية معه، وهناك "الشلة" التي لا تتوقف عن الثرثرة والأحاديث والضحك حول موضوعات يشاركونها بنبراتهم العالية مع الآخرين.
- المصلح الاجتماعي
عندما يحدث خلافا بين الركاب فإنه يتدخل سريعا لحل المشكلة، في محاولة منه لتهدئة الأطراف المتشاجرة، وفي عربة السيدات نجده فتاة تمنع ركوب أي ذكر، بلهجة من الجدية والحسم.
- الخجول
يستقل المترو بشيء من التواضع بحركة عادية دون تدافع، وفي الغالب يدخل العربة بقوة الدفع، ولا مشكلة لديه إن لم يجد مكانا للجلوس، وإن جلس تلامس طرف فقط من جسمه مع المقعد حرصا منه بألا يزعج الجالسين.
- المناضل
تجده مسرعا ناحية المقعد مع فتح أبواب المترو ليحجز مجلسا له، وإن لم يكن هناك مكانا للجلوس، فإنه يستغل الفراغ من المقعد ويجلس على أطراف من جسد الجالسين ويزحزح نفسه يمينا ويسارا حتى يستقر بكامل جسده أو جزء منه، ويتميز بعين ثاقبة يلمح الجالسن المصطحبين لأطفال ولا يتركهم دون أن يوقف الأبناء ويجلس مكانهم.
- المضحي
يرضى بأي ثغرة تسمح له بالجلوس، وربما يفترش أرضا، فهو لا يتحمل الوقوف بأي شكل خصوصا وإن كان متعبا، وغالبا نجدهم إما الشابات الجامعيات أو القادمين من الريف، فيفترشون وأمتعتهم حولهم، ولا يهم أن هناك من يقف، ومع التزاحم يؤثرون سلبا، ولكن هناك جانبا مضيئا من هذا المضحي، فإنه مساعد لغيره، إن وجد كبير سن أو امرأة حامل فإنه يضحي على الفور بمقعده في سبيل إراحة غيره.
- "الفاشونيستا"
غالبا تكون فتاة جذابة بملابس أنيقة، أو رجل بـ"لوك" غريب، يمشون داخل عربة القطار كأنهم يمشون على الـ"ريد كاربيد"، ينظر كل فضولي من الركاب إليهم في نظرة مفعمة بالتركيز.
- التقي
بمجرد أن يتحرك سائق المترو وتغلق الأبواب، تهم فتاة يظهر عليها أنها ملتزمة دينيا ذات ثوب محتشم، وبنغمة التقوى تطلب من الركاب أن يرددوا وراءها دعاء الركوب، وتختم بجزاكم الله خيرا، وفئة أخرى يمسكون المصحف بأيديهم ذاكرين الله أثناء الركوب، وآخرين يمسكون هواتفهم أو "الإمسكية الخضراء" لقرءة أذكار الصباح.
- المثقف
لا يهتم بمن حوله، يضع سماعات الهاتف بأذنيه، يستمع إلى موسيقى تبعده عن ضجيج العالم، وبيده كتابا يستمتع بالتجوال بين سطوره، يظهر بشكل مرتب، وإما أن يكون معاصرا جدا في أزيائه أو مستقرا عند موضة التسعينيات مستمتعا وفخورا بأحواله المائلة للغرابة، ولكن لا تظنوا أن كل من يمسك كتابا فهو حريص على التثقيف فقط، فربما طالب يراجع بمذكراته من أجل امتحان.
تعليقات الفيسبوك