"الرجاء عدم أخذ أكل القطط.. وشكرا"، عبارة مكتوبة بخط واضح، مُلقاة على جانب الطريق بين السيارات الفارهة وسط شارع "إسماعيل محمد" بحي الزمالك الراقي، تركتها سيدة من سكان المنطقة، شهيرة بحرصها على وضع وجبات الطعام الدافيء باهظ الثمن للقطط الضالة الجائعة بصفة يومية، لكن لسوء الحظ وجدت طريقها إلى معدة عمال و صنايعية ممن يترددون إلى هناك يوميا.
المنتفعون من طعام القطط الضالة، استرعاهم عبارة التحذير التي تركتها السيدة، وقرر بعضهم أن يرد بعبارات توبيخ مختلفة على اللافتة، بين تلك العبارات "فيه ناس مش لاقية تاكل!"، كتبها "محمد . ص" أحد حارسي العقارات في منطقة تجاور الزمالك يمر في الشارع يوميا، ويلفت انتباهه وجبات الطعام الملقاة للقطط، حيث تبدو مغرية جدا للبعض، لا سيما أن معظمها من مطاعم شهيرة لا يستطيع أن يطأها بقدميه حتى مع بداية الشهر، "اللي يعمل خير مع قطة، يعمله مع بني آدم".
تحليل حارس العقار يبدو منطقيا لدى البعض، خاصة "أم علاء"، سيدة بسيطة من سكان بولاق، إحدى المناطق الشعبية المجاورة للزمالك، التي تشاهد يوميا عمال التراحيل بإحدى الأبنية يبدو عليهم آثار الهزل والشقاء، يستولون على ما تتركه السيدة الرحيمة، ولا يلقون بالا بالقطط الجائعة، تقول "الجوع كافر، والبني آدم أولى بالأكل ده".
"أم علاء" تتابع السيدة التي تحرص على وضع الطعام بصفة يومية للقطط في الشارع، "هنا معظم سكان الزمالك بيعملوا كده، بيحطوا بواقي الأكل للقطط"، لكن على أية حال لم تدرك السيدة الخمسينية السبب وراء حرص السيدة على توبيخ لصوص طعام القطط على حد وصفها، "الأكل شكله حلو و مغري، وغالي كمان".
"ياسر" كتب بخط واضح "اللى يقدر على حاجة يعملها"، بينما لاحقه آخر بكتابة عبارة "الثواب لا يتجزأ"، الرد الذي كان دافعا لساكنة الزمالك إلا تكرر فعلتها مرة آخرى وتتوقف عن وضع الطعام بنفس الطريقة.
تقول "نسمة " شابة ثلاثينية صورت اللافتة المقابلة لمدرسة ابنتها بحي الزمالك، "الموقف إنساني، وأتمنى أن يعمم في كل مناطق القاهرة، فالقطط أرواح أيضا، تجوع وتظمأ".
تعليقات الفيسبوك