مداخلة هاتفية لبرنامج "الحكاية"، على قناة "MBC مصر" الفضائية، أشعلت الغضب حول سعد الدين الهلالي، بعدما قال أن "الميراث حق وليس واجب مثل الصلاة والصوم"، فكان أول رد فعل هو تبرأ "جامعة الأزهر"، من الهلالي.
وقال الدكتور أحمد زارع، المتحدث باسم جامعة الأزهر، في تصريح سابق لـ"الوطن": "الدكتور الهلالي لا يمثل جامعة الأزهر في قريب أو كثير بل يمثل شخصه، وما قاله يخالف نص القرآن ومنهج الأزهر"، وأن مجلس الجامعة يبحث الموقف مما قاله الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر.
ولم تكن المرة الأولى التي تصدر فيها فتاوي دينية، فقد سبقها العديد من العلماء والشيوخ الذين أثاروا الجدل حول آرائهم الفقهية والعلمية، من الحجاب لـ"التاتو"، للتدخين، وفوائد البنوك، وغيرها من الأمور التي تشغل أذهان الكثيرين حول حياتهم اليومية.
في عهد شيخ الأزهر السابق، محمود شلتوت، أحدثت فتواه حول المصارف المالية والقروض البنكية، وحكم الشرع في الأسهم والسندات، جدلا كبيرًا بين الفقهاء والعلماء، فكان الشيخ شلتوت أفتى بجواز التعامل مع المصارف المالية وأخذ القروض منها، مؤكدا أن الأمر لا يدخل فى باب الربا الذى كان يحصل عليه المرابى أضعافا مضاعفة، لأن المال المودع فى الصندوق ليس دين ولم يقترضه منه صندوق التوفير، وإنما تقدم صاحب المال إلى صندوق التوفير بنفسه.
في 2003، عاد الجدل مرة أخرى حول فوائد البنوك، بعدما أفتى بجوازها شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى، متراجعًا عن فتوى أصدرها عام 1989، عندما كان مفتيًا للجمهورية والتي قال فيها أن التعامل مع فوائد البنوك "ربا صريح".
كان الشيخ جمال البنا، أحد أبرز المفكرين المثيرين للجدل بسبب الفتاوى التي أصدرها، رغم أنه الأخ الأصغر لمؤسس جماعة الإخوان، حسن البنا، إلا أن أفكاره كانت مختلفة عن فكر الجماعة، فأغرب الفتاوي هي أن التدخين في نهار رمضان لا يفسد الصيام، معتبرًا أن السجائر ليست من المفطرات مثل البخور وأي دخان يشمه الصائم.
"القبلات وبقية الاجتهادات"، كان عنوان كتاب أصدره البنا، اعتبر فيه أن القبل مباحة ولا حرمة فيها بل إن الإسلام أجازها وليست من الذنوب والكبائر، وقال إن القبل بين الرجل والمرأة ليست من الكبائر كما يحدد الدين والعلماء، بل هي من الصغائر التي تغفر فلا مانع في "البوس".
يعتبر الحجاب، من أكثر الموضوعات التي كثر فيها الفتوى والأقوال، فقال البنا، إنه لا يوجد في الإسلام ما يؤكد فريضته الحجاب، وأوضح أن الحجاب فرض على الإسلام، ولم يفرض الإسلام الحجاب، فشعر المرأة ليس عورة، في كتابه "الحجاب"، الذي أشار فيه أن القرآن الكريم اختص به نساء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فحسب.
كان للشيخ علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، العديد أيضًا من الفتاوي التي أثارت جدلًا واسعًا، خاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، فكانت إحدى حلقات برنامجه "الله أعلم"، أفتى "جمعة" بأن "الحشيش" و"الأفيون" لا ينقضان الوضوء، قائلًا إن السجائر والحشيش والأفيون أشياء طاهرة لا تنقض الوضوء، لكنها حرام، موضحا أنه يفضل "المضمضة" بالماء وكفى.
وفسر ذلك، بأن حرمانية التدخين ليست لها علاقة بنقض الوضوء، معقبًا: "الإنسان الذي يكذب ويغتاب الناس، إذا صلى، فصلاته صحيحة، لا شيء فيها، والذي يشرب السجائر صلاته صحيحة لا مشكلة فيها أيضًا".
"التاتو" حلال، هكذا أفتى جمعة، بجواز استخدام المرأة المتزوجة ل أن حرمانية الوشم تتوقف على معارضة الزوج أو سماحه، بقوله: "الوشم ما دام بإذن الزوج فهو حلال".
تعليقات الفيسبوك