دائما ما توجد هناك معادلة صعبة بين استكمال التعليم والحصول على شهادة للتوظيف، وتعلم "صنعة" تدر دخلا جيدا، إلا أن عبد الله قرر الجمع بين الاثنين، فعمل "نجار مسلح"، وأصر على الاستمرار بمراحل التعليم حتى أصبح طالبا في كلية الآداب.
"الشهادة سلاح والصنعة سلاح، لو واحد خلص منهم يبقا معاك البديل"، بهذه الكلمات وصف عبد الله عزت طالب كلية آداب جامعة إسكندرية، تخصص لغات شرقية قسم اللغة العبرية، الطريقة التي يفكر بها، فبدأ مجاله العملي في سن الـ14 عاما حينما كان بالصف الأول الإعدادي، وعمل "نجار مسلح" في إحدى الورش ليتعلم مهنة تساعده على تحمل أعباء الحياة.
ولم يمنع اهتمام أهل "عبد الله" صاحب الـ19 عامًا بتعليمه "صنعة"، من إكمال دراسته، خاصة وأنه كان متفوقا ويحب التعليم، فتوصل لحل مناسب: "كنت بشتغل وأدي الفلوس لأبويا في أيام الأجازة، وأيام الدراسة بشتغل في الأجازات عشان مقبلش إن كل حاجة تكون على أهلي وأنا مسعدهمش".
وحصل ابن منطقة العوايد المراغي الجديدة بالإسكندرية في الثانوية العامة علمي علوم على مجموع 86.5%: "أعدت أعيط لأني اتظلمت، وكنت متأكد إن مجموعي كان أكبر من كدا، والتنسيق جابلي آداب وكنت زعلان جدا بس رضيت باللي ربنا كتبهولي"، حينها طلب منه والده الذي يعمل "نقاشا"، التفرغ حتى يركز في دراسته: "والدى قالي اهتم بدراستك وملكش دعوة بالمصاريف، بس بحس إن الظروف المادية مش مساعده فكنت أضطر إني أنزل واشتغل برغبتي".
ويرى "عبدالله" أن تعلم صنعة أمر هام جدا لكسب الرزق، خاصة وأنه مكنه من مساعدة والده في شراء قطعة أرض لبناء منزل الأحلام الخاص بهم، ولكن التعليم والحصول على شهادة جامعية بالنسبة له لا يقل أهمية من الطعام والشراب: "لو متعلمتش أموت".
ويطمح عزت في تحقيق حلمه في أن يصبح ضابطا متخصصا بالكلية الحربية، بعد الانتهاء من دراسته في كلية الآداب حتى يرتقي بمستوى عائلته.
تعليقات الفيسبوك