الرجل المنعزل
وصل "ماورو موراندي" إلى جزيرة "بوديلي" منذ 29 عامًا، ولم يتركها حتى الآن، فما هي قصته؟ وكيف استطاع الاعتياد على العزلة والعيش بمفرده طيلة هذه الأعوام؟
وتقع جزيرة بوديلي، وهي جزء من حديقة لا مادالينا الوطنية، في الجزء الشمالي من سردينيا في إيطاليا، وتعتبر من بين أجمل جزر البحر المتوسط ولا يمكن الوصول إليها سوى بالقارب ويعيش عليها ماورو بمفرده.
وفي تقرير مصور نشرته قناة "CNN" عبر قناتها الخاصة بموقع "يوتيوب"، يقول "ماورو" إنه وصل للجزيرة في عام 1989، وأصبح وصي عليها، فهو منذ سنوات عديدة لا يريد مقابلة أحد وقرر أن يعيش في اتصال مع الطبيعة فقط لأنه يريد العيش بطريقة مختلفة وتلك الطريقة يعتقد بأنها الصواب.
ويضيف "ماورو" بأنه جاء إلى الجزيرة عن طريق الصدفة فهو لا يعرف المكان من قبل، وعند وصوله كان المسؤول عن الجزيرة سيستقيل بعد يومين، ما اعتبره حظًا سعيدًا بالنسبة إليه، وتولى منصبه في الوصية على الجزيرة.
وعن حياته على الجزيرة، يقول إنه لا يوجد لديه كهرباء لذلك بنى ألواح شمسية لتوليد الطاقة، وبالنسبة لاحتياجاته من المياه فهو يعتمد على مياه الامطار لأنه لا يوجد أي بئر أو مياه جوفية داخل الجزيرة.
وعن النشاطات التي يمارسها، يوضح أنه يفضل القرأة في الشتاء فهو يقرأ نحو 30 أو 40 كتابًا خلال الشتاء، مبينًا أنه دائما لديه الكثير من الأصدقاء وهم مجموعة كتبه فهي لا تخونه أبدا بل بالعكس تجلعه ينموا، وهو يعرف كل شيء بالجزيرة ويرى نفسه أشبه بعالم النباتات.
وعن أكثر ما يحزنه، يبين الإيطالي أنه في عام 1994 زار الجزيرة 3 آلاف شخص وكانوا يأخذون معهم رمل الشاطيء، الأمر الذي أضر بالجزيرة، مؤكدًا أن تلك الجزيرة صنع شاطئها في 10 آلاف عام ودمرتها البشرية خلال 20 عامًا.
ويتابع الإيطالي، أنه بنى بوابتين لمنع أي أحد من دخول الجزيرة، مبينًا أنه لم يريد أن يتكلم مع أحد، وأدرك أنه الوحيد الذي يستمتع بهذا الجمال فشعر بأنانيته.
يؤكد الرجل المنعزل، أنه طوال الـ29 عامًا لم يمرض قط، ويعتقد بأنه سيبقى في الجزيرة، لافتًا إلى أنه يشعر بسلام كبير ويعيش لوحده بطريقة جيدة، متابعًا أنه يحب الجزيرة ويعتقد بأنها تبادله نفس الحب.
تعليقات الفيسبوك