بعيدا عن كل قصص الاختفاء التى حدثت في التاريخ دون سبب واضح، كان اختفاء راقص الاستعراض ورجل المسارح "أمبروز" في 2 ديسمبر 1919 مثيرا للجدل لدرجة أنه كان علامة فارقة في تاريخ أمريكا الشمالية.
ووفقا "لأمريكان هنتنغتون"، ولد "أمبروز" في عام 1863، وفي سن الثالثة عشرة ذهب للعمل في مؤسسة والده المتواضعة، فندق Toronto Warden، وعندما كبر بدأ إدارة حانة الفندق وحجز وسائل الترفيه للنزلاء، واتجه للأعمال التجارية في حياته، بالإضافة إلى العمل مع والده، أخذ الصغير أيضًا وظيفة بدوام جزئي كعامل في المسرح الكبير.
بدأ يشتري المسارح الصغيرة في تورنتو وحولها، كان طموحه امتلاك دار الأوبرا الكبرى، ولكن عروضه لشرائها كانت ترفض في كثير من الأحيان، هذا جعله أكثر قلقا من امتلاكه، وبدأ العمل بجد أكثر من أي وقت مضى لتحصيل الثروة.
لم يكن خائفا أبدا للمراهنة على مبالغ ضخمة في السباقات ونجح في كسب 10000 دولار في سباق واحد وبدأ في صنع الأعداء في دوائر السباق، وكانت له علاقات مع متزوجات اغضبت كثيرين، وخاصة فتيات الاستعراضات الرائعات اللواتي عملن في المسارح المحلية.
تزوج قبل عيد ميلاده الـ40 من سيدة ثرية تدعى "تيريزا"كان يحب أموالها، ومع ذلك، فقد استخدم ثروته لشراء عشرات من المسارح الصغيرة واكتشاف المواهب.
كان صغيرًا الآن يملك ثروته وأدرك أخيرا حلمه بامتلاك دار الأوبرا الكبرى، لكن في غضون بضع سنوات، بدأ يشعر بالتعب من زواجه وبدأ في المقامرة وأمر ببناء غرفة سرية لتلحق بمكتبه في دار الأوبرا، لمقابلة النساء الشابات الجميلات.
استمر "أمبروز" في المقامرة، وبدأ في كسب مبالغ ضخمة من المال، أصبح أكثر اهتماما بالرهان أكثر من إدارة إمبراطوريته المسرحية، التي شملت الآن تقريبا كل مسرح في شرق كندا، لقد أنفق مبالغ طائلة من المال وعامل موظفيه وشركائه التجاريين بازدراء.
بحلول أواخر 1910، بدأت تتدهور صحته بسبب الأوعية الدموية المكسورة، نتيجة للكثير من الشرب، في عام 1919، بدأ هو وتيريزا في التفاوض على بيع سلسلة صغيرة من المسارح لشركة بريطانية مملوكة لشركة Trans-Canada Theatres Limited.
وفي ليلة شوهد "امبروز" يضحك ويلهو، حوالي الساعة 5:30 مساءً، في دار الأوبرا الكبرى، وكان في مزاج جيد، يضحك وكان يخرج من البهو الأمامي لدار الأوبرا وقاد سيارته في عاصفة ثلجية، مرت أيام واختفى تماما عن الأنظار.
كانت زوجته وأصدقاؤه معتادين على رحلاته ورحلات القمار خارج المدينة لبضعة أيام.
واطلقت السلطات أكبر عملية بحث عنه في التاريخ الكندي، وعرضت زوجته تيريزا مكافأة مذهلة قدرها 50000 دولار للحصول على معلومات عن زوجها.
وتعددت روايات مشاهدته البعض قال إنه رأى جثته، والبعض الآخر رأه شخصيا، وتم حفر خليج تورونتو عدة مرات وبدروم القصر الصغير على طريق غلين، الذي كان يملكه والبحث عنه في المسارح، واستمر البحث لسنوات وحتى أواخر عام 1944، كان المحققون لا يزالون يحفرون في الطابق السفلي من دار الأوبرا الكبرى، على أمل العثور على عظام صغيرة.
وهناك روايات ثالثة أنهم رأوا شبح "امبروز" يتجول في أنحاء البلاد، حيث يطارد زوجته بشكل مستمر، رغم أن الشرطة الأمريكية لم تعثر على جثته أو أى أثر له حتى وقتنا هذا.
تعليقات الفيسبوك