كان مهرجان "برلين" السينمائي، الذي دعا الأديب الراحل كمال الملاخ، للحضور، بداية شرارة الغيرة بين المهتمين بالفعاليات الثقافية الوطنية، ممن راودهم سؤال "لماذا لا يوجد مهرجان فني ثقافي في مصر مثل ألمانيا؟"، سؤال لم يستطع الملاخ نفسه، بحسب ما ذكر عنه، أن ينزعه من تفكيره إلا مع الحفل الأول لـ"القاهرة السينمائي".
ذكريات الحفل الأول للدورة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائي، تذكره الفنان سمير صبري، اليوم، بعد أن عاد للوقوف مرة أخرى أمام جمهور "القاهرة السينمائي"، بعد 40 عاما، من دعوة "الملاخ" له لتقديم الحفل الأول، وقال صبري: "مش مصدق نفسي إن فات 40 سنة على مهرجان القاهرة السينمائي أنا قدمت الحفل الأول للدورة الاولى من 40 سنة".
بعد عودة "الملاخ" لمصر، عرض فكرته التي عرضها بعض النقاد، الذين كانوا معه في مهرجان برلين، ثم عقد اجتماعًا مع "الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما"، لاتخاذ الخطوات الرسمية لأول دورة انطلقت في 5 أغسطس لعام 1976، ورعاها فقط 3 فنانين وهم وردة الجزائرية وعبدالحليم حافظ ونجوى فؤاد، وفقا لكلمة سمير صبري في الدورة الـ40، "أستاذ كمال الملاخ قال هنعمل المهرجان، وفنانين مصر هيشتركوا دون أجر، عبدالحليم قال أنا، ووردة قالت أنا، ونجوى فؤاد سهلت الحكاية، كانت بترقص في إحدى الفنادق، أخدنا الفنادق ببلاش".
حضره أبرز نجوم الفن في مصر والعالم العربي، والعالمي، منهم نور الشريف، وسعاد حسني، وعمر الشريف، وكمال الشناوي، ونادية لطفي، وسمير صبري، وحسين فهمي، ونبيلة عبيد، والفنانة العالمية كلوديا كاردينال، وإلى جانب رئيس الوزراء حينها ممدوح سالم.
اتجهت أنظار العالم لمصر خلال أيام المهرجان، الذي يقام بعد 3 سنوات من حرب تحرير سيناء، في فندق الشيراتون بوسط القاهرة، وكانت الأعمال المشاركة في الدورة الأولى تُعرض بفندق هيلتون مساءً.
كما تم عرض مجموعة مختارة من الأفلام في نادي الجزيرة الرياضي على ملعب التنس الرئيسي بسعة 4 آلاف شخص، وكانت لجنة التحكيم تضم المخرج الراحل شادي عبد السلام، والأديب القدير يوسف السباعي.
مرت السنوات الأربعين، على أول مهرجان سينمائي دولي عقد في العالم العربي، ليصبح هذا المهرجان واحدًا من أهم أحد عشر مهرجانا على مستوى العالم.
تعليقات الفيسبوك