القطة
يعيشون حياتهم ببساطة، لا يمتلكون رفاهية الحياة وملذاتها، ورغم ذلك لم يمنعهم فقرهم وحاجتهم للأموال من التعامل برأفة مع "قطة"، قررت العيش والولادة في مقر "أكل عيشهم"، لتدفعهم هذه الهرة للتخلي عن مكاسبهم ومصدر عيشهم.
في محل لقطع غيار السيارات بإحدى نواصي "الحرفيين"، وقف 8 من الشباب العاملين به، عارضين أجزاء لهياكل سيارات مستعملة، طلب مشتري إحداها مقابل 15 ألف جنيه، ليقابل محمد عواد المحاسب بالمحل، رغبته بالرفض، "القطة ولدت من يومين في نص العربية السوناتا دي وبصراحة مستحرمين نبيع النص دا لحسن القطة تهرب وأولادها يموتوا وناخد ذنبها".
هذا الكلام وقع كالصدمة على قلب المشتري الذي أتى من محافظة الشرقية، وقال، بحسب روايتهم، (يا جماعة ما تدوني نص العربية بقي بلا قطة بلا بتاع، يعني هترجعني المسافة دي كلها فاضي وهتخسر 15 ألف جنيه علشان كده).
ومع إشادة صاحب المحل وأولاده، وزملائه بالعمل، لم يهتم محمد الذي يعمل بمجال السيارات منذ خمسة عشر عاما، لانتقادات المحيطين به، ومطالبتهم له بنقل "القطة" وبيع هيكل السيارة، خوفا على القطة التي تعيش بالمنطقة منذ سنوات، وأطفالها الصغار، متوكلا على الله مقتنعا أن الرزق بيد الله وحده دون تدخل من أحد "دي روح وبتحس حرام نذنبهم معانا، والحمدلله ربنا أكيد هيبعتلنا رزقنا علشان القطة دي".
واستطاع الشاب الثلاثيني، الذي يعمل دائما على إيواء القطط خاصة بالشتاء خوفا عليها من البرد القارس، تحمل كثير من الجمل والتي تعجبت من عدم بيعه للهيكل في ظل كساد السوق ووقف الحال، "تغور الفلوس بس القطة روح وأولادها روح ومنقدرش نتحمل الذنب ده عند ربنا لو أولاد القطة ماتوا، والحمد لله معظم المصريين عندهم رحمة وإنسانية، يهتز لها عرش السماء مش إحنا بس".
تعليقات الفيسبوك