رغم أن اليوم هو يوم وفاة عميد الأدب العربي طه حسين، إلا أن اسم الأديب الكبير وصاحب العبقريات عباس العقاد، كان حديث موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، بعد ان كتب حساب الفنانة التشكيلية ياسمين الخطيب تغريدة جاء فيها ""اليوم يوافق ذكرى رحيل عميد الأدب العربي الأستاذ عباس العقاد.. ابن مصر الذي لا يعلم عنه اليوم غالبية أهلها، سوى أنه شارع رئيسي بحي مدينة نصر!".

ولم يفهم متابعو ياسمين إن كانت دعابة أم تغريدة جادة، ما دفع العديد منهم للرد عليها بدعابات كثيرة، وكان أبرز الذين علقوا على التغريدة الفنان الكوميدي محمد هنيدي، حيث كتب "ومننساش طبعا إنه خد جايزة نوبل في الأدب"، في إشارة للخطأ الوارد بتغريدة ياسمين، والدعابة كونها خلطت بين عميد الأدب العربي والأستاذ العقاد، فداعبها هنيدي بالخلط هو الآخر بينه وبين أديب نوبل نجيب محفوظ.

قبل أن تبادر ياسمين الخطيب بحذف التغريدة، مبررة الأمر بتغريدة أخرى جاء فيها "والله ما كتبت عباس العقاد ولا روكسي.. الأدمن حب يوجب مع معايا علقني في الشارع.. الله يخرب بيته.. بس يُشكر إنه جاب الزملكاوي الجميل محمد هنيدي لحد ناصية التسعين".

وفي السطور التالية تقدم "الوطن" 20 معلومة عن صاحب العبقريات عباس العقاد:
1- ولد عباس محمود العقاد في أسوان في 28 من يوليو 1889، وقال عن المدينة "هي بلدة خالدة.. بل هي بلدة مخلدة.. لأن معالم الخلود في الهياكل والتماثيل مستعارة من محاجرها.. فهي كالزمن حين تهب الخالدين مادة الخلود.. تلك هي بلدتي أسوان".
2- ولد مع عباس العقاد في نفس العام كلا من "طه حسين، والفيلسوف الفرنسي جابريل مارسيل، ونهرو، وهتلر، وتشارلي شابلن".
3- ينحدر عباس العقاد من أسرة كردية الأصل هاجرت من الموصل شمال العراق وامتهنت صناعة الحرير بمصر، وكان أهل هذه الصناعة يسمون "العقادين" ومن هنا جاءت تسمية العائلة، بحسب ما ذكره الكاتب الكبير في حوار تليفزيوني نادر مع الإعلامية أماني ناشد.
4- بعد أن تلقى مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن، التحق بمدرسة أسوان الابتدائية، وتخرج فيها عام 1903.
5- سافر إلى القاهرة عام 1904 للتقديم في أحد الوظائف التي أعلنت عنها الحكومة، والتحق بأحد الوظائف بمحافظة قنا، قبل أن ينقل إلى الزقازيق، وبدأ يكتب في أكثر من صحيفة تصدر في القاهرة، منها "الجريدة" التي كان يشرف عليها أحمد لطفي السيد، و"المؤيد"، و"اللواء" التي نشر أول قصيدة شعرية بها.
6- عمل عباس العقاد في أكثر من وظيفة حكومية، لكنه تركها جميها لعد اقتناعه بالعمل موظفا، حتى أنه كتب مقالا في صحيفة الجريدة عنوانه "الاستخدام رق القرن العشرين"، وكان وقتها يعمل بالوظيفة الحكومية.
7- عمل عباس العقاد في تحرير جريدة الدستور بعد ترك الوظيفة الحكومية، لكنها توقفت سنة 1909 بسبب الضيق المالي، ثم داهم المرض والفقر الكاتب الكبير لدرجة أنه باع الكتب التي اقتناها ليصرف على نفسه، قبل أن يرجع إلى أسوان وقد تملكه اليأس والمرض.
8- تغلب عباس العقاد على يأسه ومرضه وغادر أسوان إلى القاهرة عام 1911، واشترك في تحرير مجلة اسمها "البيان"، حيث قدم ترجمات لعدد من الشخصيات، أعجبت الكاتب محمد المويلحي مدير قسم الإدارة بديوان الأوقاف وقتها، فاختار العقاد لوظيفة مساعد كاتب بالمجلس الأعلى للأوقاف.
9- اكتشف عباس العقاد في أثناء عمله بالأوقاف بعض الوثائق التي تدل على اختلاسات الخديو عباس حلمي لأموال الأوقاف الخيرية، وكتب وقتها مقاله السياسي الوحيد عام 1914 في صحيفة المؤيد، جاء فيه "إن البلد الذي يمد فيه الوالي يده لا يكون إلا بلدا طغى فيه الاستبداد واستفحل"، وكان هذا المقال هو السبب في أن يجلس في بيته دون عمل مرة أخرى بعد أن ضاقت به حاشية الخديو وأبعدته عن وظيفته في الأوقاف.
10- نجح عباس العقاد بعد عمله في جريدة الأهرام سنة 1919، في كشف خداع لجنة ميلنر وتدليسها من خلال تلاعبها في ترجمة النصوص الخاصة بالحكم الدستوري لمصر، وانضم إلى جماعة " اليد السوداء" المعارضة للحكم، واشترك في كتابة منشوراتها.
11- في عام 1926 دافع عباس العقاد عن حرية التفكير والتعبير، مساندة منه للدكتور طه حسين في أزمة كتاب "الشعر الجاهلي"، عندما اتهم بعض رجال الأزهر عميد الأدب العربي في دينه وإيمانه بسبب ما أورده في كتابه، وظل طه حسين يحفظ هذا الجميل للعقاد.
12- انتخب عباس محمود العقاد عضوا بمجلس النواب، وفي عام 1930، صاح العقاد صحيته المشهورة في مجلس النواب "إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد، يخون الدستور ولا يصونه"، وذلك حين أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان، وهي الصيحة التي سجن بسببها 9 أشهر بتهمة العيب في الذات الملكية.
13- لازمت عباس العقاد "الكوفية" طيلة حياته، حتى باتت جزء لا يتجزأ من مظهره، ولذلك الأمر قصة ذكرها الكاتب الكبير في مذكراته، حيث وضح أنه تعرض لأزمة صحية أصابة حنجرته بمرض خطير، وبعد أن شفي منه أكد عليه الأطباء ضرورة ارتداء "الكوفية" صيفا وشتاء.
14- عين في مجمع اللغة العربية عام 1940 هو وعميد الأدب العربي طه حسين، ومحمد حسين هيكل، وأحمد أمين.
15- في عام 1940 نشر عباس العقاد كتابين ضد هلتر والنازية بعنوان "هتلر في الميزان"، و"النازية والأديان"، ومع اقتراب جنود ألمانيا النازية من مصر، خاف العقاد من عواقب الكتابين، فسافر إلى السودان عام 1943، حتى هزم الألمان وعاد عملاق الأدب العربي إلى القاهرة مرة أخرى.
16- تم اختياره عضوا بالمجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون في عام 1956، وصار مقرر للجنة الشعر بالمجلس.
17- حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب في عام 1960.
18- بلغت مؤلفات عباس العقاد أكثر من 100 كتاب، في الثقافة الإسلامية، والاجتماعية، والشعر، أشهرها سلسلة "العبقريات".
19- جسد الفنان محمود مرسي شخصية عباس محمود العقاد في مسلسل حمل اسم "العملاق" عام 1979.
20- رحل عباس العقاد عن عالمنا في 12 من مارس سنة 1964 ودفن بأسوان، وكان قد كتب قبل وفاته أبيات للذين يشيعون جثمانه بحسب ما ذكر الكاتب الراحل أنيس منصور قال فيها:
إذا شيعوني يوم تقضى منيتي
وقالوا: أراح الله ذاك المعذبا
فلا تحملوني صامتين إلى الثرى
فإني أخاف القبر أن يتهيبا
وغنوا فإن الموت كأس شهية
وما زال يحلو أن يُغنّى ويشربا
ولا تذكروني بالبكاء وإنما
أعيدوا على سمعي القصيد فأطربا.
تعليقات الفيسبوك