يحتفل العالم اليوم 9 أكتوبر بـ"اليوم العالمي للبريد"، والذي اختاره اتحاد البريد العالمي خلال مؤتمر الاتحاد بمدينة طوكيو عام 1969 وتم إعلانه يومًا عالميًا للبريد بمناسبة ذكرى تأسيس الاتحاد في العاصمة السويسرية بيرن.
ويعتبر البريد المصري من أقدم المؤسسات البريدية العريقة بالعالم فقد تأسس في عام 1865 وتعتبر مصر من أوائل الدول المشاركة في تأسيس اتحاد البريد العالمي، وعلى مدار ما يزيد عن 150 عامًا استطاع البريد المصري أن يواكب التطورات العالمية بالعديد من التغيرات والتطورات المتلاحقة.
وكان المصريون يعرفون البريد منذ عهد الفراعنة فكانوا ينقلون الرسائل داخل مصر وخارجها باستخدام عاملين يسيرون علي الأقدام على ضفتي النيل في ذهابهم وإيابهم، وعند نقل الرسائل لخارج البلاد كانوا يتبعون خط سير الجيوش والقوافل نفسه، وتعتبر أول وثيقة جاء ذكر البريد بها يرجع تاريخها الي عام 2000 ق.م وكانت تحتوي على وصية كاتب لوالده يطلعه فيها على أهمية الكتابة والمستقبل الذي ينتظره في العمل الحكومي.
وفي عهد البطالمة انقسم البريد إلى قسمين "بريد سريع" ويقوم بنقل بريد الملك والوزراء وموظفي الدولة وكان يستخدم في نقله الجياد السريعة، و"البريد البطيء" لنقل البريد بين الموظفين في داخل أنحاء البلاد.
واهتم العرب بالبريد واستخدموه في نقل أخبار الدولة والتجسس على الولاة ونقل الأخبار إلى الخليفة، ويقال إن معاوية أبو سفيان كان أول من اهتم بتنظيم البريد في الإسلام وفي عهد ولاية عبدالعزيز بن مروان على مصر وصل البريد المصري إلى قمة نجاحه حيث كان يستخدم في النواحي العلمية وليس السياسية فقط.
وبعهد المماليك عرف البريد أنواعًا مختلفة فمنها خيل البريد وكان يستخدم في نقل الرسائل وفي عهد بيبرس وخلفائه اتخذ البريد شكل أكثر تنظيما ودقة، وفي عهد محمد علي وقيامه بوضع نظم حديثة بجميع فروع الدولة اكتشفوا وجود خلل في الاتصال بين مؤسسات الدولة بعضها ببعض وهنا جاءت فكرة تأسيس البريد الحكومي للاتصال بين الجهاز الإداري الموجود وقتئذ بالقلعة في القاهرة وجميع الجهات التابعة للدولة في الصعيد والوجه البحري، ومن هنا كانت نواة نظام البريد الحكومي في مصر.
ونشأت خطوط بريدية مع بلاد الشام بعد قيام العمليات الحربية التي قامت بها مصر في بلاد الشام حتي يستطيع محمد علي متابعة أخبار المعارك، وبداية مؤسسة البريد الحديثة ترجع إلى قيام إيطالي بالإسكندرية يدعى كارلو ميراتي بتدشين إدارة بريدية بشكل خاص تقوم بإرسال واستلام الخطابات مع البلدان الأجنبية، وكان يتولى تصدير وتوزيع الرسائل مقابل أجر وأطلق عليها اسم "البوستة الأوروبية".
وحينها أدرك الخديوي إسماعيل أهمية "البوستة الأوروبية" فقام بشرائها من كارلو ميراتي في 29 أكتوبر 1864، وعرضت الحكومة المصرية على كارلو ميراتي وظيفة مدير عام البريد وفي 2 يناير 1865 نقلت الملكية الي الحكومة المصرية ويعتبر هذا اليوم تاريخيا بالنسبة للبريد المصري وعيدا يحتفل به كل عام.
وألحقت مصلحة البريد في أول الأمر بوزارة الأشغال ثم تم تبعيتها لعدة وزارات أكثر من مرة حتي عام 1865 تم الحاقها بوزارة المالية، وفي عام 1966 أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرار بانشاء الهيئة العامة للبريد وصدر القانون رقم 16 لسنة 1970 بنظام البريد المصري، وفي عام 1982 صدر القانون رقم 19 بانشاء الهيئة القومية للبريد لتحل محل الهيئة العامة للبريد وتتبع وزارة المواصلات، وفي عام 1999 تم تأسيس وزارة الاتصالات والمعلومات وتتولى الإشراف على الهيئة القومية للبريد وقد أسهمت تبعية هيئة البريد إلى وزارة الاتصالات والمعلومات فى تحديث خدماتها وتقديمها بصورة أكثر كفاءة.
تعليقات الفيسبوك