جابر أحمد
يتجول مرتديا جلبابا وسروالا وطربوش فوق رأسه خصصه جابر أحمد، لنفسه حتى أنه عُرف بين سكان شارع المعز، وبعض المارة الذين يترددون على المنطقة بين الحين والآخر.
ويحمل فوق يديه اليمنى صينية صغيرة تحتوي على بضع أكواب مختلفة للشاي والقهوة والمياه، ويجوب بنبرته الرنانة المميزة قائلا: "أنا جييييييت بالسخن"، وبمرور السنوات أصبح رمزا معروفا بالمكان.
يعمل جابر كصبي قهوة منذ كان يبلغ من العمر 12 عامًا، الأمر الذي جعله لم يفكر يوميا في تغيير مهنته رغم كبر سنه، حيث تجاوز الآن 57 عامًا، كما أنه رفض فتح قهوة خاصة له ويصبح "المعلم" منذ زمن عندما كان يملك حينها بعض الأموال كونه عٌرف بـ"صبي" القهوة في شارع المعز: "أنا بتنفس المكان ده مقدرش استغنى عنه".
"لابس الطربوش عشان بسترزق منه".. وصف جابر الذي يلتزم ارتداءه يوميا، فبخلاف أنه يعد رمزا من الزي المصري التقليدي إلا أنه باب رزق له بجانب عمله كصبي، حيث يلفت انتباه الأجانب الذين يزورون شارع المعز وسرعان ما يتهافتون عليه لالتقاط الصور معه لأنه يجسد حقبة زمانية قديمة: "بيتصوروا معايا ويدوني اللي في النصيب والطربوش ده هيبة".
رغم أن جابر الذي يعيش في الجمالية ليس ميسور الحال، وأنه لديه العديد من الالتزامات كونه متزوج ولديه أبناء إلا أن ذلك لا يؤثر عليه فيحرص دائما بالعمل ووجهه تملؤه الضحكة والتفاؤل: "الناس مش ناقصة حد يبص في وشها مكشر، بيبقوا جايين يرفهوا عن نفسهم أو في منهم اللي شغال هنا وعايز اللي يضحك معه مش يزود النكد عليه".
تعليقات الفيسبوك